توقيت القاهرة المحلي 10:38:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رفع آثار الحادث وعودة الحركة

  مصر اليوم -

رفع آثار الحادث وعودة الحركة

بقلم : أمينة خيري

مصر مصدومة وحزينة وفى حداد. والحداد مستمر لآخر العمر في بيوت من راحوا. لا تعويضات ستخفف الحزن، ولا تعازى وتعاطف سيعوض من راحوا.. لكن التعويض الوحيد الذي يمكن أن يخفف نسبيًا من فداحة ما جرى هو النظر في تفاصيل الفاجعة، هو النظر في التفاصيل المحيطة بها، وربما تفادى تكرارها عبر طريقتين: الأولى، علاج ما يمكن علاجه، فالمرض حين يستفحل ويتمكن تصبح حلحلته شبه مستحيلة. والأخرى، هي فهم ما جرى في مصر على مدار عقود.مفهومنا عن الأمن والأمان والصيانة الدورية يجب تعديله. خذ عندك مثلًا شارع دأب قائدو السيارات على السير فيه عكس الاتجاه، وفى كل يوم يقع حادث ويُدهس شخص ويُصاب آخرون. وفى كل مرة، يتم رفع آثار الحادث وتُقدم التعازى للمقتولين والعلاج للمصابين، وتعود الحركة لطبيعتها انتظارًا لحادث جديد.. لماذا؟ لأن السير العكسى مستمر.

مكان عمل أو مقهى أو دار عبادة يتردد عليه المئات، يحتاج دون أدنى شك لمعايير سلامة شبيهة بالأمن الصناعى: بشر مدربون على التدخل السريع في حال حدوث حريق أو زلزال أو ماس كهربائى.. إلخ، وأدوات يتم التأكد دوريًا من صلاحيتها للاستخدام، ووجود بشر مدربين على استخدامها.. وكلمة السر هي «دورية»، التأكد من صلاحيتها ووجود من يعرف استخدامها.

يا فرحتى بطفاية حريق في سيارة مركونة منذ سنوات، وحين يشب حريق يتضح أنها فارغة أو لا تعمل. كما أن «تلصيم» الأجهزة المعطلة عبر فنى لا يفقه ألف باء الإصلاح ما هو إلا «تلصيم» للأرواح التي ستُزهق لا محالة، إن لم يكن غدًا فبعد غدٍ. والدعاء وحده بالستر والحماية من الكوارث لا يُجدى، لأننا مطالبون بأن نعقلها قبل أن نتوكل.

وحين توكل المصريون قبل عقود وقرروا أن يكون الإنجاب غايتهم وضخ العيال بلا هوادة أسمى أمانينا، وتعاطف موظفون مع الضخ الهائل الذي استوجب غزوًا للأراضى الزراعية ونزوحًا من الريف، ولا سيما في ظل نقص الخدمات وشُح الفرص صوب أطراف المدن، فغضوا الطرف (وكله بثمنه) عن البناء المخالف والتمدد العشوائى حتى أضحى دخول سيارة مطافئ أمرًا شبه مستحيل في العديد من الشوارع.

وسكت الكبار على ذلك ضمانًا لسكوت الصغار وبقاء الحال على ما هو عليه، وبقاء هؤلاء في الحكم، وأولئك في سبل الحياة التي تمليها العشوائية وانعدام الضمير وإجهاض الوعى.. حين حدث هذا منذ سبعينيات القرن الماضى أدى إلى ما نحن فيه اليوم من كوارث معيشية وحياتية. تغلب العدد على النوعية، وتم ترجيح كفة الكم على حساب الكيف. وولدت أجيال من رحم الفكر العشوائى وهى تعتقد أن عشوائية الفكر أسلوب حياة. ألم تكن تلك جرائم أولى بالمحاسبة من «هدايا الأهرام» و«فيلات شرم الشيخ»؟!.

الحقيقة أن منظومة «تم رفع آثار الحادث وعودة الحركة المرورية» صارت بغيضة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفع آثار الحادث وعودة الحركة رفع آثار الحادث وعودة الحركة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon