توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رفع آثار الحادث وعودة الحركة

  مصر اليوم -

رفع آثار الحادث وعودة الحركة

بقلم : أمينة خيري

مصر مصدومة وحزينة وفى حداد. والحداد مستمر لآخر العمر في بيوت من راحوا. لا تعويضات ستخفف الحزن، ولا تعازى وتعاطف سيعوض من راحوا.. لكن التعويض الوحيد الذي يمكن أن يخفف نسبيًا من فداحة ما جرى هو النظر في تفاصيل الفاجعة، هو النظر في التفاصيل المحيطة بها، وربما تفادى تكرارها عبر طريقتين: الأولى، علاج ما يمكن علاجه، فالمرض حين يستفحل ويتمكن تصبح حلحلته شبه مستحيلة. والأخرى، هي فهم ما جرى في مصر على مدار عقود.مفهومنا عن الأمن والأمان والصيانة الدورية يجب تعديله. خذ عندك مثلًا شارع دأب قائدو السيارات على السير فيه عكس الاتجاه، وفى كل يوم يقع حادث ويُدهس شخص ويُصاب آخرون. وفى كل مرة، يتم رفع آثار الحادث وتُقدم التعازى للمقتولين والعلاج للمصابين، وتعود الحركة لطبيعتها انتظارًا لحادث جديد.. لماذا؟ لأن السير العكسى مستمر.

مكان عمل أو مقهى أو دار عبادة يتردد عليه المئات، يحتاج دون أدنى شك لمعايير سلامة شبيهة بالأمن الصناعى: بشر مدربون على التدخل السريع في حال حدوث حريق أو زلزال أو ماس كهربائى.. إلخ، وأدوات يتم التأكد دوريًا من صلاحيتها للاستخدام، ووجود بشر مدربين على استخدامها.. وكلمة السر هي «دورية»، التأكد من صلاحيتها ووجود من يعرف استخدامها.

يا فرحتى بطفاية حريق في سيارة مركونة منذ سنوات، وحين يشب حريق يتضح أنها فارغة أو لا تعمل. كما أن «تلصيم» الأجهزة المعطلة عبر فنى لا يفقه ألف باء الإصلاح ما هو إلا «تلصيم» للأرواح التي ستُزهق لا محالة، إن لم يكن غدًا فبعد غدٍ. والدعاء وحده بالستر والحماية من الكوارث لا يُجدى، لأننا مطالبون بأن نعقلها قبل أن نتوكل.

وحين توكل المصريون قبل عقود وقرروا أن يكون الإنجاب غايتهم وضخ العيال بلا هوادة أسمى أمانينا، وتعاطف موظفون مع الضخ الهائل الذي استوجب غزوًا للأراضى الزراعية ونزوحًا من الريف، ولا سيما في ظل نقص الخدمات وشُح الفرص صوب أطراف المدن، فغضوا الطرف (وكله بثمنه) عن البناء المخالف والتمدد العشوائى حتى أضحى دخول سيارة مطافئ أمرًا شبه مستحيل في العديد من الشوارع.

وسكت الكبار على ذلك ضمانًا لسكوت الصغار وبقاء الحال على ما هو عليه، وبقاء هؤلاء في الحكم، وأولئك في سبل الحياة التي تمليها العشوائية وانعدام الضمير وإجهاض الوعى.. حين حدث هذا منذ سبعينيات القرن الماضى أدى إلى ما نحن فيه اليوم من كوارث معيشية وحياتية. تغلب العدد على النوعية، وتم ترجيح كفة الكم على حساب الكيف. وولدت أجيال من رحم الفكر العشوائى وهى تعتقد أن عشوائية الفكر أسلوب حياة. ألم تكن تلك جرائم أولى بالمحاسبة من «هدايا الأهرام» و«فيلات شرم الشيخ»؟!.

الحقيقة أن منظومة «تم رفع آثار الحادث وعودة الحركة المرورية» صارت بغيضة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفع آثار الحادث وعودة الحركة رفع آثار الحادث وعودة الحركة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon