توقيت القاهرة المحلي 13:54:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ادعاء المعرفة وحرب الـ«بلوك»

  مصر اليوم -

ادعاء المعرفة وحرب الـ«بلوك»

بقلم : أمينة خيري

بعيدًا عن توزيع صكوك الرحمة، وتحديد قواعد الشماتة، وتصنيف البشر بحسب رد الفعل تجاه وفاة الرئيس المعزول محمد مرسى، وإعادة النظر فى قوائم الأصدقاء والصديقات على مواقع التواصل الاجتماعى حيث من ترحم على الرجل نصيبه إلغاء الصداقة، ومن شمت فهو من الأحباب والمقربين، أو العكس، بعيدًا عن كل ما سبق، فإن وفاة الراحل محمد مرسى ألقت ضوءًا وضاحًا على كم رهيب من نقص المعرفة وادعائها وترويجها، وهذا لو تعلمون رهيب.

فبين مؤكد بأن السلطات قتلته دون أدنى شك، وجازم بأن الرجل سٌلِب حق الرعاية الصحية دون أدنى ريب، ومروج بأنه دفن فى مدافن الصدقة كنوع من التحقير له من قبل الدولة، ومشدد على أنه طالبت «منظمة العفو الدولية» و«هيومان رايتس ووتش» وغيرهما من المنظمات الحقوقية بإجراء تحقيقات سريعة فى وفاة الرجل، فإن هذا يعنى، دون أدنى مجال للشك، أنه قٌتِل، يشعر المتابع الذى يحاول قدر الإمكان أن يتجرد من انتماءاته الأيديولوجية ومعتقداته السياسية أن هؤلاء المشككين كانوا يقيمون مع الرجل فى زنزانته أو على أقل تقدير يتلقون تقارير يومية من مسؤولى السجن حول حالته ونوعية الرعاية الصحية التى يتلقاها.

التلقى المبدئى لخبر وفاة الدكتور محمد مرسى جعل البعض يتنفس الصعداء بأن وفاته فى قاعة المحكمة أمام الحاضرين ستغلق باب النواح الإخوانى وصعبانيات الإسلام السياسى والندب الحقوقى الموجه تجاه كل شهيق وزفير فى مصر، فما بالك بـ«أول رئيس مدنى دينى منتخب بالتجييش وعصر الليمون أتت به صناديق الشاى والزيت والسكر والتلويح بورقة النار والجنة»؟!

لكن ما حدث كان العكس. أخرجت قنوات الإخوان واللى مش إخوان لكن تحبها وتتعاطف معها سكريبت «قتلوه» و«عذبوه» و«قهروه»... إلخ إلخ. وهرع إلى تقديم العزاء لـ«أحرار العالم» و«مناضليه» كل مسؤول أو قيادى أو متعاطف إخوانى على وجه المعمورة. وانضمت إلى زمرة «أحرار العالم»، مؤسسات العالم الإعلامية التى يروج البعض لأكذوبة قوامها أن القائمين عليها فهموا وأدركوا أن ما جرى فى مصر فى مثل هذه الأيام قبل ست سنوات بالتمام والكمال كان انقلابًا شعبيًا على حكم الدولة الدينية. قد تكون النبرة تغيرت قليلاً فى السنوات القليلة الماضية، واتسع المجال لدى هذه المؤسسات بعض الشىء لتغطية أخبار مصر دون الجملة المزمنة «الانقلاب العسكرى الذى أطاح بأول رئيس مدنى منتخب»، لكن فى أول فرصة ممكنة عادت ريما لعادتها.

وإذا كانت عاداتنا تحتم علينا أن ندلو بدلونا فيما نفقه وما لا نفقه، فإن الاستمرار على هذا النهج فى مسائل كبرى أمر مدمر. من قال لا أعلم فقد أفتى، أو فلنمضى قدمًا فى حرب الـ«بلوك» إلى أن يأذن الله علمًا ومعرفة وقدرة على الحوار رغم الخلاف ودون إقحام الدين أو ادعاء المعرفة.

ملحوظة أخيرة وهى أن إعلامنا أخفق كثيرًا فى تغطية الوفاة وانتقاء العبارات والمفردات وتحليل ردود الفعل، بالإضافة بالطبع للكم الهائل من الصراخ غير المبرر.

المصدر :

المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ادعاء المعرفة وحرب الـ«بلوك» ادعاء المعرفة وحرب الـ«بلوك»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon