توقيت القاهرة المحلي 10:38:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قيم الأسرة المصرية

  مصر اليوم -

قيم الأسرة المصرية

بقلم - أمينة خيري

كلما سمعت عبارة «قيم الأسرة المصرية» أفتح الشباك لأتنفس قدرًا من الهواء، ثم أغلقه بسرعة مضحية بالهواء، فما أراه من تفاصيل فى الشارع أولى باهتمامنا بقيم الأسرة المصرية المعرضة للخطر أو التى أصابها عطب بدلًا من الاعتقاد بأن مغنيًا أجنبيًّا أو فستان ممثلة أو مقطع تيك توك لمراهقة ستخسف الأرض بهذه القيم.

علينا أولًا تحديد المقصود بقيم الأسرة المصرية، وهل هى الأمور الجنسية فقط؟، أم هى أداؤنا للصلاة والصوم علنًا وقول «السلام عليكم» بدلًا من «صباح الخير» الفاسقة و«جزاك الله خيرًا» بدلًا من «شكرًا» الماجنة؟، أم هى منظومة «آمين»، التى علينا أن نرددها كلما لوح أحدهم أمامنا بورقة احتكار المعرفة؟ أم أنها ستر الإناث بتزويجهن فى أصغر سن ممكنة، وكلما اشتد الشارع تحرشاً بهن نلقى عليهن بطبقات إضافية من الأقمشة؟.

أعاود فتح الشباك وأتمعن قليلًا فيما يجرى فى الشارع، الذى هو نتاج الأسرة المصرية وقيمها التى نلغى من أجلها الحفلات ونحاكم من منطلقها الفتيات ونحكم كأفراد على هذا وذاك وهؤلاء وأولئك بالفسق أو المجون إن تجرأوا بكلمة أو فعل يختلف عن ذلك الذى تم تلقيننا به واعتنقناه كأنه قرآن كريم أو إنجيل مقدس دون أن نعى المعنى أو نتدبر الفكرة.

لسبب ما، أضبط نفسى فى حالة قلق شديد يصل إلى درجة الهلع خوفًا على قيم الأسرة المصرية حين أرى أحدهم يقود سيارته عكس الاتجاه بأقصى سرعة، وابنته التى لا يتجاوز عمرها عامين تفصل بينه وبين المقود، وبقية أبنائه فى المقعد الخلفى يتابعون روعة أبيهم وحنكته، ويتلقون أول المبادئ التى سيسيرون عليها فى حياتهم.

وأجدنى أرتعد رعبًا، بينما «السنتر» يحتضن آلاف الطلاب والطالبات يعطيهم «التعليم» فى كبسولة بغرض السكب على ورقة الامتحان، أما التربية فلا حس أو خبر، فالسنتر لا يربى. ويتملكنى الذعر حين أشترى طلبات البيت، وأفاجأ بعامل السوبرماركت الموكلة إليه مهمة مساعدة العملاء فى حمل مشترياتهم لا يتعدى عمره عشرة أو 11 أو 12 عامًا. أسأله عن المدرسة، فيخبرنى أنه «رجل» ولا يحتاج المدرسة، شأنه شأن بقية إخوته الستة.

أسأل نفسى: ألا تتعرض قيم الأسرة المصرية للخطر حين تقرر أن تعتبر العيال رأسمال ماديًّا؟. أرى سور المدرسة «ملطخًا» بكتابات أشك أن أيًّا من التلاميذ يقرؤها عن «النظافة من الإيمان»، وأسفل العبارة تلال القمامة ومعها ملحقاتها من الذباب وأقرانه، وأتساءل: ألَا تتعرض قيم الأسرة المصرية للانهيار حين ينمو الصغار على مبادئ الازدواجية الكريهة؟.

أتيقن من أن فتح الشباك ليس بالفكرة السديدة. أحتمى بالشاشات التلفزيونية والذكية، فأجدها «تبخ» كمًّا من الأفكار والألفاظ عبر التعليقات والتراشقات حول كرة القدم وطلاق الفنان فلان وفستان الفنانة فلانة وأقل ما يمكن أن تؤدى إليه هو تدمير قيم الأسرة المصرية التى يبقى تعريفها غامضًا ومبهمًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيم الأسرة المصرية قيم الأسرة المصرية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon