بقلم : أمينة خيري
على مدار أشهر طويلة، تحمل سكان ومستخدمو طريق القاهرة السويس أعمال الإصلاح والتوسعة والتهيئة والتحديث والتجديد التى دارت رحاها على هذا الطريق بالغ الحيوية. آلاف المواطنين من سكان وموظفى وطلاب الرحاب والشروق وبدر ومدينتى وغيرها من التجمعات العمرانية الواقعة على هذا الطريق تجرعوا مرارة الإغلاق والتحويلات والزحام الرهيب.
وباعتبارى من مستخدمى هذا الطريق بصفة يومية على مدار أعوام طويلة مضت، صبرت كما صبر غيرى، واستبشرت كما استبشر غيرى بأن القادم أفضل. وعلى الرغم من خطورة الطريق الشديدة ووقوع العديد من الحوادث المميتة عليه بسبب السرعات الجنونية مع غياب تام لتطبيق قوانين المرور، قلت لنفسى كما قال غيرى «ربما ينتظرون إنهاء الأعمال لتزويده بمعايير الرقابة والأمان»، رغم عدم منطقية أو أخلاقية هذه الكلمات، حيث إن الأرواح المهدرة على الطريق أثناء الأعمال كان يمكن حمايتها بقليل من تطبيق القواعد والقوانين!!
ومرت الأشهر، وانتهت الأعمال. وأصبح الطريق بالفعل أكثر اتساعاً، لكنه ظل بلا أية رقابة. كارو، سير عكسى، استخدام الدوران للخلف عكس الاتجاه، سيارات بدون أرقام، تعدى سرعات جنونى إلى آخر القائمة التى بُحّ صوتى فى سردها. وعلى طرف النقيض من الجزء المتحضر المزود بأعداد مبالغ فيها من أعمدة الإنارة فى القسم الأخير من الطريق المؤدى إلى مصر الجديدة، غرق باقى الطريق المؤدى من الرحاب إلى بدر فى ظلام دامس، باستثناء ثلاثة كيلومترات أنارها رئيس جهاز الشروق المهندس عبد الرءوف الغيطى من مدخل واحد إلى مدخل ثلاثة للمدينة.
وبينما سكان هذه المناطق يخاطبون الجهات المعنية للمطالبة بإنارة الطريق تارة، ومراقبته للحد من جنون السرعة تارة أخرى، فوجئ الجميع يوم الأربعاء الماضى بحواجز بلاستيكية و«خوازيق» أسمنتية تظهر فجأة دون سابق إنذار أو إعلان فى الجهة المتجهة صوب الشروق ومدينتى وهو ما أدى إلى وقوع عدد من الحوادث فى خلال ساعات!! الصديق العزيز المهندس محمود الذى يسكن فى الشروق أوقف سيارته وسأل العمال عن سر «الخوازيق» فأخبروه أن الطريق سيخضع لـ«إعادة تهيئة» استعداداً لانتقال المصالح الحكومية للعاصمة الإدارية قريباً!!
بعدها خرج منشور يخبرنا أن الطريق سيتم إغلاقه جزئياً لثلاثة أشهر بسبب أعمال تهيئة الطريق!! وأن الإدارة العامة للمرور نشرت خدماتها الأمنية على الطريق وهو ما لم أراه (باستثناء الكمين الثابت منذ سنوات على الطريق).
فهل عطب الطريق بعد أقل من عام على انتهاء أعمال تجديده؟ وألا نستحق شرحاً لأسباب الإغلاق الجزئى؟ وهل بداية العام الدراسى هو التوقيت الأمثل؟ وهل هناك جهة ما يمكن أن تخبرنا بالأسباب الحقيقية لترك الطريق يحصد أرواحنا يومياً دون أدنى مراقبة أو محاسبة؟