توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وميض الصواريخ

  مصر اليوم -

وميض الصواريخ

بقلم:أمينة خيري

أخشى أن تطغى العواطف مجددًا وتهيمن بهجة اللحظة الآنية وحدها ويتغاضى البعض عن السيناريوهات الحتمية لليوم التالى، ولا يرى إلا مشاهد يعتبرها مبهجة ويظن أنها كفيلة بتحقيق الثأر لنحو 42 ألفًا فقدوا أرواحهم، و96 ألفًا أصيبوا، وعشرة آلاف مفقود تحت الأنقاض فى أعقاب السابع من أكتوبر 2023، ناهيك عن تفريغ قطاع غزة من أعداد ضخمة من سكانه ونزوح ما لا يقل عن مليون آخرين داخليًا. ويضاف إلى ما سبق تمدد رقعة الصراع إلى الضفة الغربية، ثم دخول لبنان وأهله على الخط والقوس مفتوح.

يظن البعض أن المطالبة بإجراء حسابات المكسب والخسارة، وإخضاع المشهد لقدر أدنى من التعقل هو خنوع واستسلام، أو هو دعم لإسرائيل، أو تخل عن القضية الفلسطينية وأهلها.

نشوة ساعة ليست انتصارًا. واعتبار 40 ثم 50 وربما 60 و70 ألف قتيل ثمنًا للتحرير والحرية يمكن أن نتجادل فيه حال أدى قتلهم بالفعل إلى الغاية المنشودة. ولكن حين يؤدى إلى اتساع رقعة صراع مميت، وتقع دولة عربية أخرى هى لبنان كان فيها ما فيها من وهن وإنهاك فى قبضة حرب طويلة الأجل، وينزح ما لا يقل عن مليون لبنانى، ناهيك عن مقتل نحو 1745 شخصًا، وتنشط جماعات وميليشيات هنا وهناك لتقدم نفسها باعتبارها ممثلة عن المقاومة ووكيلًا معتمدًا لطرف هو فى الأصل أحد الواقفين على طرف نقيض من دول عربية عدة، ومنشغل بضبط أموره الدولية غير ذات الصلة بغزة أو القضية أصلًا.. فإن ذلك يستوجب حدًا أدنى من التعقل.

دعك من الواقع الافتراضى على أثير الـ«سوشيال ميديا» حيث يدق هذا على الـ«كى بورد» متضرعًا إلى السماء حتى يتكبد العدو المزيد من الخسائر، أو يؤكد ذاك قبل أن يخلد إلى النوم ليلًا أن إيران فى طريقها إلى تحرير فلسطين، أو يعيد هؤلاء صباحًا وهم فى طريقهم إلى العمل مشاركة تغريدة كتبها مجهول لا يعرفه أى منهم مفندًا الخسائر التى تكبدتها إسرائيل، معتبرًا ذلك نهاية المطاف، وأن حالة الرعب والهلع تسيطر على الإسرائيليين جراء التصعيد الإيرانى، ووقوع صاروخ على بعد أمتار من مقر الموساد هو فى حد ذاته إعلان هزيمة إسرائيل.

مرة أخرى، الدعوة إلى مراجعة محتوى الـ«سوشيال ميديا»، والتعقل قبل الانجراف وراء النشوة الآنية لصواريخ إيران فى سماء تل أبيب ليس خيانة للقضية أو تضامنًا مع العدو. إنها دعوة للنظر فى سيناريوهات اليوم التالى، والعام التالى.

بعد أيام قليلة، تحل الذكرى الأولى لعملية السابع من أكتوبر، وهى العملية التى اعتبرها كثيرون نصرًا عظيمًا وفتحًا مبينًا، وهذا مفهوم ومقدر.. ولكن هل يجدر بنا أو يحق لنا تقييم هذا النصر بعد مرور عام؟، هل لنا أن نسأل أهل غزة أنفسهم عن رأيهم فيما آلت إليه أمورهم؟.

فرحة وميض الصواريخ فى تل أبيب تصحبها نشوة بريق الشعارات فى سماوات كثيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وميض الصواريخ وميض الصواريخ



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon