توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نقض متلازمة الفقر والإرهاب

  مصر اليوم -

نقض متلازمة الفقر والإرهاب

بقلم : أمينة خيري

العملية الأمريكية فى كابول التى أسفرت عن مقتل أيمن الظواهرى فى البيت الذى كان يقيم به على مقربة من السفارة الأمريكية تجبرنا على تصحيح مفاهيمنا الخاطئة حول الإرهاب وقواعد الانخراط فيه.
«الفقر والعوز والظلم وانعدام العدالة الاجتماعية والإحباط وانعدام المساواة والتهميش والتمييز وانعدام الفرص، لاسيما الاجتماعية والاقتصادية، وتدنى التعليم أو غيابه.. وغيرها» تجعل الشباب أكثر عُرضة للوقوع فى براثن الإرهاب المرتدى عباءة الدين. هذا ما نردده منذ عقود، تحديدًا منذ بزغ نجم الإرهاب المتنكر فى صورة دين، والمصنوع من قبل «أمراء» التفسير بالغ التشدد والمفرط فى التطرف والمحتكر «الحقيقة الملتوية».. لكن واقع الحال، وبالنظر إلى قيادات تنظيم مثل الإخوان مثلًا، يشير إلى أن دارسين للطب والهندسة والعلوم وغيرها من «كليات القمة» ومنتمين لعائلات ميسورة وأشخاصًا محظوظين بفرص ومميزات «يختارون» أن ينخرطوا فى الإرهاب.

صحيح أنهم يطلقون عليه أسماء مثل: «الجهاد» أو «الهجرة إلى الله» أو «السعى فى سبيل الدين».. وغيرها من الأسماء التى يضحكون بها بالذقون على الذقون، لكنها تظل فى النهاية إرهابًا. وبعيدًا عن الأسباب الحقيقية التى دفعت أمريكا فى هذا التوقيت بالذات لأن تقوم بعملية اغتيال الظواهرى، فإنها تظل فرصة لمراجعة النظريات. فالنظريات ذات الأفق المحدود تنتج عنها خطط وحلول وعلاجات أكثر محدودية. ونحمد الله على أن ذكريات الماضى القريب جدًا تخبرنا عبر المعايشة وليس القراءة بأن أتباع القيادى السلفى حازم صلاح أبوإسماعيل، ومنهم «حازمون» وبينهم نسبة معتبرة من الشباب والشابات، من ميسورى الحال وأعضاء النوادى المغلقة على أعضائها والمترفين والمنتمين لعائلات أبعد ما تكون عن الفقر والعوز والحرمان. بالطبع، يظل الفقر وأقرانه المتلازمة من إحباط وقهر وظلم سببًا وجيهًا وعاملًا مهمًا لسهولة الانضمام للتنظيمات والجماعات المعتنقة فكر الإرهاب.. لكن الاكتفاء بخلطة الفقر وحدها تنتج حلولًا قاصرة وتحجب رؤى أوسع.

أيمن الظواهرى، منظّر «القاعدة» لعقود، ورأسها المدبر لأغلب عملياتها الإرهابية التى أزهقت أرواح الآلاف ينتمى لأسرة مصرية ميسورة الحال وطبيب عيون، لكنه انجذب للإسلام السياسى العسكرى المسلح التكفيرى منذ سنوات شبابه حتى ارتقى أعلى درجات القيادة والتكفير.. ترأس تنظيم «الجهاد»، وضلع فى اغتيال الرئيس الراحل السادات، وتنقل من السعودية إلى باكستان ومنها إلى أفغانستان حيث أهلته قدراته وخبراته للالتحاق بـ«القاعدة». وأمام المنافسة الشرسة على لقب «ملوك الإرهاب»، تفرغ الظواهرى لإعادة هيكلة «القاعدة» بعد بزوغ نجم «داعش» بشدة. وللعلم والإحاطة فإن زعيم «داعش» أبوبكر البغدادى الذى قتلته أمريكا فى عام 2019 ينتمى كذلك إلى أسرة عراقية متوسطة الحال، وكان يلعب كرة القدم، وحاصلا على درجة الدكتوراة فى الدراسات «الإسلامية».

تفسير جاذبية الانضمام للجماعات الإرهابية يحتاج قدرًا أكبر من العمق والمعرفة، بل ربما تفسير «الإرهاب» نفسه يحتاج مراجعة.

البعض يرى فى مقتل بن لادن والبغدادى والظواهرى وغيرهم رحيلًا لعلماء دين!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقض متلازمة الفقر والإرهاب نقض متلازمة الفقر والإرهاب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon