توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«رفاهية» قياس الرأى العام

  مصر اليوم -

«رفاهية» قياس الرأى العام

بقلم : أمينة خيري

 لا غنى لأى نظام في العالم عن قياسات الرأى العام الحقيقية، واستطلاعات التوجهات ذات المصداقية، واستنباطات ما يدور في قلب المجتمعات. فكم من استطلاع للرأى العام تجريه مؤسسة صحفية مثلًا لا تمثل نتائجه سوى قراء هذه المؤسسة، ويعتبره البعض استطلاعًا شاملًا وهو أبعد ما يكون عن ذلك. وكم من قياس للتوجهات يتم تفصيله بمقاسات سابقة التجهيز. في شتى بقاع الأرض وارد أن تكلف شركة أو مؤسسة أو وزارة جهة بحثية لقياس الرأى العام تجاه منتج أو قضية ما، شرط أن يتم «تقييف» النتائج لتخرج بشكل معين، وذلك تعضيدًا لمنتج هنا أو دفاعًا عن سياسة هناك. وفى العديد من الدول، يتم إخضاع نتيجة هذه القياسات لتحليل من قبل علماء الاجتماع والنفس والاجتماع السياسى والاقتصاد وغيرها من العلوم الدنيوية التي تعتمد على الفهم والمنطق وإعمال العقل بغرض الفهم وتفسير عوامل وأسباب عدم الرضا أو قلة القبول في ضوء نظريات غيبية أو مفاهيم روحانية لا مجال لنقضها عقلانيًا.

والعقل يخبرنا أننا في حاجة إلى قياسات حقيقية وعلمية لتوجهات الرأى العام في مصر. ويعتقد البعض خطأ أن الـ «سوشيال ميديا» أصبحت بديلًا لمعرفة ما يدور في أغوار المجتمع المصرى، وقياسًا مقبولًا للتعرف إلى درجات الرضا أو الرفض أو السلام الاجتماعى أو الاحتقان الطبقى وغيرها. الـ «سوشيال ميديا» تشجع الكثيرين على الزعيق بصوت أعلى مما يملكون. بل هناك من يبالغ في الإشادة أو يفرط في الشجب لا عن قناعة، بل بحثًا عن متابعين أكثر أو تحقيقًا لرغبة شخصية تعذر تحقيقها في الواقع ليكون الشخص مؤثرًا أو قائد رأى.

كما ينبغى الإشارة إلى أن قياسات التوجهات والرأى العام في أي دولة لا تنال من مكانة المسؤولين وصانعى السياسات والقرارات، حتى لو جاءت درجات الرضا الشعبى قليلة. تحقيق الرضا الكامل أمر مستحيل. والرأى العام الشكاء بالفطرة لن يتوقف عن شكواه حتى لو «قادت الحكومة صوابعها العشرة شمع». لكن هذا لا يعنى ألا تطلع الحكومة- أي حكومة- على رأى الشارع فيما تفعل، فربما يكون في حاجة إلى بعض التعديل أو شىء من التغيير. وربما يعى صانعو السياسات والقرارات أن المطلوب ليس تغييرًا في السياسة أو القرار، بل تغييرًا في طريقة أو أسلوب شرح السياسة أو تفنيد القرار.

قرارات وسياسات أي حكومة أو نظام حكم تحتاج إلى تمهيد وشرح وقياس. وهذه أمور لا تتحقق عبر موصل غير جيد أو غير مناسب. ولو خرج الإعلام من عباءة نقل الخبر وتفنيد ما له وما عليه، وقرر أن يكون طرفًا في المعادلة فسيفقد مصداقيته. ولو لعب دور ألتراس المسؤول فسيتحول من إعلامى إلى سياسى. ولو نعت الجمهور بعدم الفهم وطالبهم بعدم النقاش أو السجال، فسيتحول إلى رجل دين، كأولئك المطالبين أصحاب العقول بتعطيلها. قياسات الرأى العام ليست «رفاهية».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«رفاهية» قياس الرأى العام «رفاهية» قياس الرأى العام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon