توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تكهنات مميتة

  مصر اليوم -

تكهنات مميتة

بقلم : أمينة خيري

على هامش مأساوية الصورة كاملة الأضلع والأركان لانفجار «محيط» المعهد القومى للأورام، تطل مأساوية أخرى برأسها لتقول لنا إن جانبًا لا بأس به من العمل الصحفى المهنى فى حكم المتوفى.

وكأن مشهد الأطفال من مرضى المعهد وهم يقفون بكمامات على وجوههم وممسكين بحقائب بلاستيكية فيها على ما يبدو ما تيسر جمعه فى ثوان من متعلقاتهم الشخصية وقت حدوث الانفجار الذى تبعه حريق، وهلع الأهالى، ومشهد الأشلاء فى أماكن متفرقة لم يكن كافيًا، فإذا بأخبار صحفية متضاربة وتكهنات حول ما جرى منسوبة لمصادر فى جهة هنا وجهة هناك، أغلب الظن أنها مختلقة من قبل كاتبها، وروايات جديرة بكتب الخيال غير العلمى يحكيها من لم يكن فى محيط الحادث لزملاء وزميلات سدوا بها فراغات مطبوعاتهم ومواقعهم.

موقع المعهد فى وسط القاهرة جعله قبلة للجميع. البعض هرع للمساعدة الحقيقية المفعمة بالجدعنة والشهامة، البعض الآخر ذهب بدافع حب الاستطلاع، وفريق ثالث من أولئك المصابين بانعدام الدم وتقزم الإحساس لدرجة الاضمحلال تسمروا فى محيط الحادث ليلتقطوا الصور بهواتفهم المحمولة.

ومع كامل الاحترام لـ«صحافة المواطن» التى مكنت كل حامل هاتف محمول به كاميرا من أن يتحول إلى مصدر لخبر منتقص وصورة مأزومة، حيث محتوى ساخن ملتهب دون تفسير أو معلومة، إلا أن تخمة الصور ومقاطع الفيديو التى غزت مواقع التواصل الاجتماعى أثارت حالة من الفوضى العارمة. فوضى تحليلات مريدى المقاهى والساهرين ليلًا على كنباتهم أمام شاشات التليفزيون وعاشقى الهبد ومحبى الرزع تفجرت فى وجوه الباحثين عن معلومة حول ما جرى.

للأسف الشديد، لم يختلف محتوى ما جاء فى الإعلام «المهنى» من صحافة ومواقع وتليفزيون وما جاء فى مواقع التواصل الاجتماعى. من سمع شبه معلومة أو حصل على شهادة شاهد عيان بثها ونشرها كما هى. وكم من شهادة لا تقتصر على رواية ما جرى، بل تنطوى على كم مزعج من الافتراضات والتكهنات والتحليلات التى يتم سردها وكأنها معلومات، ما يزيد طين غياب المعلومة بلة الافتراضات. وقلة المعلومة بالمناسبة ليست سُبة على جبين الحكومة أو ذلة فى رقبة المسؤولين. وبمتابعة الحوادث الكبرى فى أكثر دول العالم «شفافية» من حيث عرض المعلومات وعقد المؤتمرات الصحفية لإطلاع الإعلام على ما يتوافر من معلومات موثقة أولًا بأول، يعرف الجميع عبارة «جارٍ البحث والتقصى، وسيتم الإفصاح عن النتائج حال توثيقها والتأكد من مصداقيتها أولًا بأول»..

لكن أن تُترك الأمور لـ«صرح مصدر مسؤول فضل عدم ذكر اسمه»، أو تقتصر التصريحات على أعداد القتلى والجرحى دون تنويه بمتابعة الإعلام أولًا بأول، أو يخلد من بيده أمر المتابعة للنوم فتغيب المتابعات لنحو خمس ساعات كاملة لا حس فيها أو خبر سوى لـ«صحافة المواطن» و«الخابور الاستراتيجى»، فهذا هو الطريق الأقصر والأضمن لإثارة البلبلة وإفساح المجال للقيل والقال. كلمة أخيرة.. أغلبنا يفتقر إلى «ثقافة إعلامية» و«مسؤولية وطنية» قبل الإقدام على التكهن بالتفسير، حقنًا لأعصابنا ودمائنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكهنات مميتة تكهنات مميتة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعيين تركي آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم

GMT 16:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

جلوس صيف 2016 تتألق باللون الرمادي

GMT 17:06 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

لطيفة تطرح كليبها "الأستاذ" برفقة شقيق أمير كرارة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon