توقيت القاهرة المحلي 13:16:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أوبر» والحكومة والصناعة

  مصر اليوم -

«أوبر» والحكومة والصناعة

بقلم : أمينة خيري

 «الانفتاح والترحيب الذى نلقاه هو أمر غير معتاد فى العلاقات بين الحكومة والصناعة». كلمات دالة فى العلاقة غير الشرعية بين «أوبر» ومسؤولين أوروبيين كشفت عنها وثائق وتسريبات تم الكشف عنها قبل ساعات فى صحيفة «ذا جارديان» البريطانية.

آلاف الملفات «المُسرَّبة» كشفت عن علاقات عامة وجهود ضغط تكلفت 90 مليون دولار فى العام الواحد أسهمت فى توجيه سياسيين ومسؤولين لمساعدة «أوبر» فيما وصفته الملفات بـ«تعطيل عمل سيارات الأجرة التقليدية فى أوروبا».

محطة «أوبر» الأوروبية الأولى كانت باريس، التى شهدت غضبًا عارمًا من قِبَل سائقى الأجرة التقليديين لهذه المنافسة التى وصفوها بـ«غير العادلة»، فالرحلة نفسها كان ينجزها سائقو «أوبر» بأسعار أقل بكثير. وبحسب الوثائق، فإن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى عام 2014، ووقتها تم تعيينه وزيرًا للاقتصاد، وقبلها كان مصرفيًّا.

وقد رأى فى «أوبر» فرصة اقتصادية جيدة ومجالًا لإيجاد فرص عمل عديدة، فى وقت يعانى فيه كثيرون البطالة، فعقد العزم على «المساعدة». وتكشف الوثائق أواصر «تعاون» و«مساعدة» و«دعم» عديدة بين ماكرون وغيره من ساسة ومسؤولين أوروبيين من جهة وبين «أوبر»، وهو ما يفسر الكلمات الدالة التى صرحت بها «أوبر» قبل سنوات: «الانفتاح والترحيب الذى نلقاه هو أمر غير معتاد فى العلاقات بين الحكومة والصناعة».

لكن هذا ليس أفدح ما كشفت عنه الوثائق، فالعلاقات «غير المعتادة» أمر معتاد. لكن الوثائق كشفت أيضًا عن «تشجيع» من رئيس «أوبر» حينئذ، ترافيس كالانيك، لسائقى «أوبر» على المشاركة فى تظاهرات فى العديد من المدن الأوروبية فى دول أبرزها فرنسا وبلجيكا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا لدى تعرضهم لمواجهات مع الشرطة فى عملهم، لا لاستعادة حقوقهم أو حمايتهم، ولكن «للاستفادة من التغطية الإعلامية للحصول على تنازلات من السلطات لصالح أوبر»، على حد ما نُسِب إلى «كالانيك».

ونُسب إليه كذلك قوله: «أعتقد أن الأمر يستحق. العنف يضمن النجاح»!. وتشير الوثائق إلى أن «أوبر» هادت (من هدية) ساسة فى روسيا وألمانيا أسهمًا فى شركتها، كما دفعت مئات الآلاف من الدولارات لـ«إجراء» دراسات تُظهر المميزات العظيمة والكبرى لنموذجها الاقتصادى.

«أوبر» كانت ومازالت من أكبر القصص الملهمة للمشروعات الاقتصادية والناشئة غير التقليدية القائمة على التقنيات الرقمية. وسواء كان ما قامت به «أوبر» قبل سنوات مشروعًا أو خارج إطار القوانين، مقبولًا أخلاقيًّا أو مرفوضًا، وسواء برّأ الساسة والمسؤولون الواردة أسماؤهم أنفسهم أم لا، فإن ضررًا كبيرًا لحق ليس فقط بالشركة، ولكن بالنماذج الشبيهة وغيرها من تلك التى يطمح أصحابها فى استنساخ نجاح «أوبر».

من جهة أخرى، فإن هذه الوثائق تطرح سؤالًا هو الأخطر: هل يمكن لمشروع اقتصادى ما أن يقف على أرض ثابتة ويحقق نجاحًا كبيرًا لو التزم القائمون عليه بالقواعد والقوانين دون ضغط سياسى هنا أو عرض حوافز مادية هناك؟، وما طبيعة العلاقات السائدة بين الحكومة والصناعة، والتى أشارت إليها «أوبر» فى بداية قصة نجاحها؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أوبر» والحكومة والصناعة «أوبر» والحكومة والصناعة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon