توقيت القاهرة المحلي 18:52:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طريق الساحل نموذجًا

  مصر اليوم -

طريق الساحل نموذجًا

بقم : أمينة خيري

وما طريق الساحل إلا مثال ضمن مئات الأمثلة. وما قتلاه إلا أرقام ضمن عداد سنوى يضم 12 ألف قتيل. لكن ربما ما يجعله حديث الموسم هو أن نسبة كبيرة من قتلاه شباب فى عمر الزهور. وعدد لا بأس منهم نعرفه ونعرف أسرهم، ونشارك فى تشييع جثامينهم، ونشد على أيدى ذويهم المكلومين والمكلومات، ونرى الحسرة واللوعة فى عيونهم بأنفسنا.

ورغم أننى لست من رواد الساحل، إلا أن ظروفًا جعلتنى أقطعه جيئة وذهابًا قبل أيام حيث رأيت ما أرى يوميًا على طريق السويس، ولكن ربما بشكل أكثر عشوائية وأعتى فوضوية. تكاتك تسير بعرض الطريق السريع، سيارات ملاكى ونصف وربع نقل تقطع الطريق وتجتاز الجزيرة الوسطى بكل رعونة، باعة مانجو وتين يقتطعون حارة لأنفسهم ليعرضوا بضاعتهم، سيارات تسير عكس الطريق، وأخرى تقرر أن تسير ليلاً دون ضوء أو إشارات، والمهزلة أكبر وأعمق من أن يتم سرد جوانبها فى مقال أو اثنين.

وبعد التسليم بالقضاء والقدر، وبعد الإشارات المتتالية والتنويهات المتواترة عن أن نسبة من الشباب من ضحايا طريق الساحل هم ضحية الأهل الذين يسلمونهم سيارات أحدث موديلات ولا يراقبون التصرفات والسلوكيات... إلخ، إلا أنه تجب الإشارة إلى أن فئة المراهقين والشباب فى جميع أنحاء العالم تشكل غالبية ضحايا الطرق. أرقام منظمة الصحة العالمية فى عام 2018 تشير إلى أن 73 فى المائة من قتلى الطرق هم ذكور تقل أعمارهم عن 25 عامًا. كما أن حوادث الطرق هى السبب الأول للوفيات فى الفئة العمرية بين 15 و29 عامًا. وتعد السرعة هى السبب الأول والرئيسى وراء وقوع أغلب الحوادث.

أغلب الحوادث التى نُبتلى بها فى مصر يمكن تفاديها. بل إن نسبة معتبرة منها لا علاقة له برصف الطريق أو حالة السيارات... إلخ، لكنها على علاقة وثيقة جدًا بسلوكيات السائقين، وهذا ما يخبرنا به مسؤولو المرور فى كل مرة يتحدثون فيها عن حوادث الطريق. وحيث إن سلوكيات المواطنين المشار إليها هنا تتراوح بين جهل تام بقواعد المرور رغم حصول الغالبية على رخص قيادة تعنى ضمنًا أنهم ملمّون بكل ما يتعلق بقواعد القيادة، وضرب عرض الحائط بكل قوانين المرور ومعها قوانين الطبيعة من سرعات وتخطى الآخرين والتوقف على جانب الطريق، فإن مسؤولية مطبقى القوانين صريحة ومباشرة وجسيمة.

وإذا كنت قد أخفقت فى تربية ابنى على سلوكيات محترمة واحترام حق الغير ونبذ الأنانية وتفضيل الذات، وفشلت تمامًا فى شرح معنى الحرية الشخصية له إذ يعتقد أن من حقه أن يشعل نارًا فى غرفته أو يحول سيارته إلى طائرة، وانشغلت عن تقويمه وتربيته وقت صغره، فعلى الأقل تجب علىّ السيطرة عليه وعلى جنوحه وجنونه وشطحاته. إنه تطبيق قانون المرور الذى دخل فى غيبوبة تامة متسببًا فى قتل أبنائنا وحصد أرواح الآلاف، مكتفيًا بمناشدة السادة المواطنين «القتلة» التزام القواعد.. وهما وضميرهم بقى!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق الساحل نموذجًا طريق الساحل نموذجًا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon