توقيت القاهرة المحلي 22:21:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيولتنا المعيشية (10)

  مصر اليوم -

سيولتنا المعيشية 10

بقلم:أمينة خيري

تحدثنا عن المناخ الذى يحمى ويعمل على استدامة حرية الرأى والتفكير والتعبير، وهو وحده الضامن لارتقاء الأوطان وتقدم أهلها، والعكس صحيح. وتطرقنا إلى الأفراد أو الأسر والمجموعات أو المؤسسات التى تجعل من مصيبة التضييق والتقييد مصيبتين بدفاعهم عنه، والاعتقاد بأن أمنهم وسلامتهم يكمنان فى الظلام والغرف الضيقة المغلقة.

هؤلاء ينجبون أجيالا ولدت فى الظلام، تتنفس ظلاما وتأكل ظلاما وتترعرع فى الظلام، وتعتقد أن هذه هى الحياة، وكل ما عداها خطر وحرام وضلال. وهذه نتيجة طبيعية لأهل ومعلم وقادة رأى وأجواء تؤكد دوما أهمية الظلام وقيمة تعطيل العقل.

فى المقال الأول من السلسلة، بدأت بالسؤال عن الأسباب التى تجعل تفاصيل حياتنا كأنها فوضى عارمة أو سيولة زائدة. الفوضى السلوكية والحياتية التى نعيشها ليست قدرا محتوما علينا التأقلم معه، أو ابتكار دعاء لتخفيف وطأته أو انتظار معجزة من السماء لتزيحها عنا، كما أنها ليست فطرة، وإلا كانت كل المجتمعات تعج فى فوضى شبيهة. وللعلم المجتمعات غير الغارقة فى فوضى سلوكية ليست كلها ضمن دول العالم الأول، وليست جميعها مصنفة ضمن الأكثر ثراء ورفاها ورخاء.

ولسبب أو أسباب ما، تتناسب هوامش الحرية طرديا مع سلوك الناس. وللعلم أيضا، السلوك لا يرتبط فقط بملابس النساء، وعدد دور العبادة، وطبيعة العلاقة والتى تربط بين هذا وتلك، وضخامة الميزانيات المخصصة للمؤسسات الدينية، لكنها ترتبط بتطبيق القوانين واحترامها، وحجم الرعاية التى تحصل عليها الفئات الأكثر ضعفا، وصلاح بيئات العمل (الرشاوى مثلا ما ظهر منها وما بطن)، مدى اعتماد أفراد المجتمع على الوساطة والمحسوبية والمعارف للحصول على الحقوق أو سلب آخرين حقوقهم، مدى اعتماد فئات بعينها على وظائفها أو سلطاتها لتنصيب أنفسهم فى مكانة أعلى أو للحصول على مكاسب لا يحصل عليها آخرون، والقائمة تطول والقوس مفتوح.

علوم النفس والاجتماع والإحصاء والقياس وعلماؤها لديهم عشرات الطرق لقياس الأخلاق والسلوك فى المجتمعات. وأدعو المشككين، أو المرتاحين لما نحن فيه أن يطبقوا أحد هذه القياسات لمعرفة أين نقف على مقياس السلوك.

.. ولغير المشككين فى حاجتنا الماسة إلى تصحيح المسار، وفصل التخصصات مع كامل الاحترام لكل منها، والمطالبة بعدم تغول وتوغل أحدها على آخر، أشير بكل الحب والود والاحترام، وبقدر محسوب من التفاؤل لمبادرة «بداية» لإعادة الهوية المصرية التى تركناها تٌسلب منا منذ سبعينيات القرن الماضى. أقول «قدرا محسوبا» من التفاؤل لأننى أخشى أن نجد من دفعونا دفعا للتخلى عن هويتنا وشيطنة تاريخنا وتحويلنا إلى صور مستنسخة من ثقافات أخرى هم أنفسهم ضالعون مجددا فى عملية «عودة الهوية وإعادة البناء».

وأنهى سلسلة «سيولتنا المعيشية» بما قاله الرئيس السيسى عن مبادرة «بداية» وكيف أن رأس المال البشرى هو ثروة مصر الحقيقية.

هذه الثروة تنتظر إعادة البناء، بدءا بالبيت والتعليم، مرورا بالثقافة وفصل التخصصات، وانتهاءً بتحويل القانون إلى عقيدة مستدامة. (انتهى).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيولتنا المعيشية 10 سيولتنا المعيشية 10



GMT 20:18 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مع ابن بجاد حول الفلسفة والحضارة

GMT 19:52 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هل نحتاج حزبا جديدا؟

GMT 09:08 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 08:51 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:49 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:48 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon