توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى نقد ومحبة التطوير

  مصر اليوم -

فى نقد ومحبة التطوير

بقلم : أمينة خيري

 العقلاء فقط يدعمون التطوير والتحديث. ربما يعارض البعض مظاهر التغيير من باب مقاومة فطرية لما لا نعرفه، من منطلق «اللى تعرفه أفضل مما لا تعرفه». لكن انتقاد التطوير الذي لا ينظر بعين الاعتبار إلى طبيعة المكان وخصوصية البشر- أو التحديث الذي يأتى بحديث يفوقه القديم جمالًا وكفاءة، والتحسين غير المدروس على المديين المتوسط والطويل- هو انتقاد بغرض تعظيم حجم الاستفادة من الجهود المبذولة بأفضل شكل ممكن. مثلًا صاحب شقة قديمة جميلة ذات أرضيات بلاط أو باركيه لا تُعوَّض يقرر أن ينزعها ويستبدلها بسيراميك فرز ثانٍ أو ثالث يجعلها أشبه بمحل عصير القصب، أو مَن يمتلك بيتًا فيه حديقة صغيرة أو كبيرة، ويوم قرر أن يجددها ما كان منه إلا أن بلّط الحديقة ونزع عنها رداءها الأخضر الطبيعى الجميل. ولا أحد ينكر كم البناء والتشييد والتطوير في بنى مصر التحتية وشوارعها وميادينها. لكن علينا أن ننظر أيضًا بعين الاعتبار إلى الجوانب الجمالية والبيئية وكذلك العناصر المعمارية والتراثية والثقافية التي تميز بلدانًا ومدنًا وشوارع وأحياء. وإذا كنا نتكلم عن معركة الوعى، والحاجة الماسّة إلى إعادة بناء المواطن المصرى من حيث الفكر والثقافة والتكوين المعرفى، فإن الطابع المعمارى والجوانب الجمالية والبيئية ينبغى لا أن تؤخذ في الحسبان فقط، بل تكون لها أولوية ضمن الأولويات.

أعلم تمامًا أن التطوير في مدن مثل القاهرة والجيزة والإسكندرية وغيرها على ما أصبحت عليه على مدار عقود من الفساد والإهمال أمر بالغ الصعوبة، ولكن بذل قدر أكبر من وضع الهوية والجمال والثقافة في حسبان التخطيط ليس مستحيلًا. الكم المُزرِى من البناء المخالف والتخطيط العشوائى والتهاون والتواكل والفساد في التوسع على مدار عقود أسفر عن قبح معمارى بالغ طال كل الأحياء دون استثناء. والبناء أسهل ألف مرة من إصلاح البناء، ما يعنى أن ما يجرى من تطوير وإصلاح أمر بالغ الصعوبة، وأغلبنا يعنى ذلك ويُثمِّنه. لكن في الوقت نفسه، فإن قلوبنا تنفطر في كل مرة يتم فيها تجريف حديقة لتغليب كفة مقاهٍ رديئة وكراسى بلاستيكية رخيصة وبلاط قبيح على حساب المساحات الخضراء. صحيح أن المساحات الخضراء كانت مهملة، لكن حلها ليس قتلها. تغليب الخرسانة الرمادية على الأخضر الزرعى يمعن في تجذير ثقافة القبح التي نعانى منها جميعًا. كما أن الكبارى العظيمة التي حلت الجانب الأكبر من مشكلات القاهرة من حيث السيولة المرورية مثلًا ينقص بعضها مراعاة ما تيسّر من قواعد جمالية. النجيلة الخضراء الصناعية في رأيى أقبح اختراعات القرن العشرين. وليس هناك أقبح منها من الإسراع بغرس أشجار ومزروعات يعلم غارسها تمامًا أنها ستذبل وتموت بعد الغرس والافتتاح بساعات لأن قواعد استدامتها من رى وشمس وتهوية غير متوافرة. والجمال والنقد البَنّاء ومعركة الوعى من وراء القصد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى نقد ومحبة التطوير فى نقد ومحبة التطوير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon