توقيت القاهرة المحلي 16:58:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تمويل أبحاث الرأي العام

  مصر اليوم -

تمويل أبحاث الرأي العام

بقلم : أمينة خيري

هناك شىء اسمه «أخلاقيات البحث». فحين تنوى مؤسسة أو جهة ما إجراء بحث أو استطلاع عليها أن تتبع قواعد، وتحترم أخلاقيات تتراوح بين الأمانة والمصداقية والحيادية والانفتاح على كل التوجهات وغيرها. وضمن قواعد البحث أيضًا- وفى ظل إمكانية تعدد مصادر التمويل- فإن مسؤولية حياد ونزاهة استخدام أموال البحث تقع على الباحثين أو لجنة أخلاقيات مهمتها التأكد من أن مصدر التمويل لا يؤثر على سير أو توجيه أو نتائج البحث. وكم من جهة بحثية نطالع عملها ونصفق لنتائجها إن توافقت وتوجهاتنا، ونلعن سلسفيل جدودها إن تعارضت معها، دون معرفة جهة التمويل ومدى التأثير على اختيار موضوع البحث، وخطوات إجرائه، وتعيين الباحثين، وانتقاء المبحوثين، ومن ثم الخروج بنتائج بعينها دون أخرى. وتجد مصر نفسها فى السنوات القليلة الماضية موضوعًا لمئات الأبحاث، وأرضًا خصبة لكم هائل من استطلاعات الرأى والتوجهات وقياس التغيرات والتوجهات. بعض هذه الأبحاث محلية المنشأ، ولكن للأسف، فإن جانبًا غير قليل منها سطحى، أو يتم إنجازه على عجل، أو يفتقد مواصفات البحث العلمى الحقيقى الذى يمكّنه من أن يكون قياسًا حقيقيًا ينهل منه الآخرون ويعتد به من قبل المؤسسات والهيئات المصرية والدولية. صحيح لدينا عدد من المراكز البحثية المحترمة جدًا، منها على سبيل المثال لا الحصر: المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية (لكنّ نجمه خفت خفوتًا شديدًا لأسباب لا أعرفها)، ومركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وأحدث المواليد المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، لكن وضع مصر ومكانتها وما تتعرض له من حروب شعواء- بعضها يدور بطريقة غير مباشرة عبر أبحاث تبدو علمية واستطلاعات بالغة الجاذبية- تحتاج المزيد.

والمقصود بالمزيد هنا هو الكيف أكثر من الكم، بالإضافة للخوض فى قياسات واستطلاعات يتعامل معها العالم باعتبارها مؤشرات حاكمة، وأمارات واضحة، وقياسات يعتمد عليها لفهم البلاد وما يدور فى رؤوس العباد. خذ عندك مثلًا- على سبيل المثال لا الحصر- عناوين مثل «هل تبتعد الأجيال الجديدة عن الدين؟»، «ما حجم التأثير الحقيقى لموجات الهجرة الاقتصادية للخليج على مر خمسة عقود على المجتمع المصرى؟»، «هل العلمانية فكر آخذ فى النمو؟»، «هل العلاقات الجنسية قبل الزواج بالفعل غير قائمة؟»، «هل المصريون مازالوا ينظرون للتعليم باعتباره قيمة كبيرة؟».. وغيرها من العناوين يفضل البعض دفن رأسه فى الرمال حتى لا يفتح على نفسه فاتوحة، أو يخشى البعض من الخوض فيها، لأنها «عيب» أو «شائكة» أو «محرجة»... إلخ. مثل هذه القضايا تعمل عليها مراكز بحثية أخرى لا تعتنق مبدأ الحرمانية أو تخشى المساءلة أو ترفض المواجهة. والكثير من هذه المراكز يحظى بتمويلات أقل ما يمكن وصفها به هو أنها حتمًا ستؤثر على مصداقية البحث وتوجهه، لكنها من الحنكة التى تتيح لها أن تقدم نتائج بحثها باعتبارها جهة بحثية مهنية لها تاريخ وتحظى بمصداقية، رغم أنها ليست كذلك.

المصدر :

المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمويل أبحاث الرأي العام تمويل أبحاث الرأي العام



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon