بقلم : أمينة خيري
أوجه تحية خالصة إلى رئيس جهاز تنمية مدينة الشروق المهندس عبد الرءوف الغيطى الذى يثبت يومًا بعد يوم أن هناك أملًا. هناك أمل فى أن تسفر الرقابة عن محاسبة. وهناك أمل فى أن تتبلور الجهود فعلًا لا قولًا. وهناك أمل فى أن يأتى مسؤولون يجمعون بين الحسم والحس الجمالى والإيمان بالقانون.
وللعلم فإن المهندس الغيطى تسلم مهام منصبه بعد أحد أنشط وأفضل من تسلم هذا المنصب، ألا وهو المهندس شريف الشربينى، الذى أصبح رئيسًا لجهاز تنمية مدينة 6 أكتوبر.
ولأننا لم نعتد جودة المسؤولين، أو إيلاءهم آذانًا مصغية للمواطنين، أو اهتمامهم بـ«جودة الحياة» وليس فقط جودة رخام مكاتبهم أو قاعات الانتظار والصالونات، فإننا ما زلنا نندهش ونفرح وندق على الخشب خوفًا من الحسد أو زوال نعمة المسؤول الذى يقوم بعمله بأفضل صورة ممكنة.
وتظل «جودة الحياة» من الأحلام التى تداعب خيال المصريين، تارة بالحسرة كلما زاروا دولة تفعِّل مبدأ جودة الحياة ورفاهتها، وأخرى بأحلام اليقظة.
وحين تحدث المهندس عبد الرءوف الغيطى قبل شهر عن إيمانه بتطبيق مبدأ «جودة الحياة» فى مدنية الشروق، فقد تخيل البعض أن حلاوة الكلام لا تعنى بالضرورة انعكاسًا على أرض الواقع. لكن الحق يقال إن سكان المدينة يرون يوميًا مظاهر تحقيق هذا المبدأ.
فمن باص داخلى نظيف يلتزم بمسارات وتوقيتات محددة، إلى عمليات رصف للشوارع التى تفسدها سيارات النقل دون ضابط أو رابط، إلى رفع «الردش» الذى يتخلص منه البعض عشوائيًا، إلى تجميل للميادين، إلى أعمال الزراعة بل معرض لزهور الربيع ورسم لوحات جميلة على أكشاك الكهرباء وغيرها.
ولأن الجودة الشكلية لا تكتمل دون بنية أساسية، فإن مدارس ومناطق أسواق يجرى بناؤها، بالإضافة إلى تحديث لشبكات الكهرباء وغيرهها جار تنفيذها. لكن الجودة أيضًا لا تكتمل دون حماية لها وضمانة لاستمراريتها. وليس هناك ما يهدد ذلك أكثر من عدم تطبيق القانون. وفى الشروق، لا يوجد شرطى مرور واحد فى شوارعها، ولا يظهر الضابط إلا بعد وقوع الحوادث الناجمة عن السير العكسى والجنونى. ولا يعقل أن تكون مدينة مترامية الأطراف تمتاز بشوارع بالغة الاتساع كهذه، ويترك الناس يقودون سياراتهم دون ضابط أو رابط: عكس الاتجاه، وبسرعات جنونية، وأطفال يتعلمون القيادة فى خلق الله، إلى آخر المنظومة المرورية الفوضوية التى باتت سمة من سمات ربوع مصر.
ومع التحية الخالصة للمهندس عبد الرءوف الغيطى، تأتى مطالبة باهتمام حاسم ومستمر بالتواصل مع المسؤولين عن المرور لضبط قواعد السير لتكون «الشروق» بحق نموذجًا يحتذى بين المدن الجديدة.