توقيت القاهرة المحلي 18:52:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آداب التضحية

  مصر اليوم -

آداب التضحية

بقلم : أمينة خيري

نرجو من مشايخنا الكرام وعلماء ديننا الأجلاء أن يحدثونا عن قواعد النظافة والإنسانية واحترام الغير.

ونكون شاكرين مهللين لو تكرمت برامج الفتاوى والأسئلة الدينية والفقرات الشبيهة الموجودة فى الغالبية المطلقة من برامج التوك شو والتى تتلقى أسئلة المشاهدين والمتابعين من الحريصين والحريصات على الدين ومظاهر التدين بطرح مسألة أصول التضحية وآدابها، وجواز ترك الخراف والماعز والأبقار والجاموس والجمال فى الشوارع الرئيسية والخلفية أيامًا طويلة تأكل وتشرب وتتبرز وتتبول فى نفس المربعات السكنية والتجارية التى نعيش فيها ونمر بها. وإذا كان مربى الكلب يُعاتَب على إهماله بترك فضلات كلبه فى الشارع دون أن يرفعها وينظف مكانها، فما بالك بآلاف الحيوانات التى عاشت بيننا قبل ذبحها وكان لزاماً علينا أن نشم روائحها المتسللة إلى داخل غرف نومنا ومعيشتنا؟! وبالطبع الشكوى فى هذا الصدد تعنى أنك إما تناهض ركنًا من أركان الدين وتعادى معنى من معانى الإسلام وتتربص بالإسلام والمسلمين، أو أنك لا تريد أن يفرح الناس ويأكل الفقراء ويسعد الأيتام والمساكين وأبناء السبيل!

وتتفاقم المسألة بلحظة الذبح التى تدور رحاها على الملأ وفى وسط المارة فتسيل الدماء فى عرض الشوارع وفى مداخل العمارات وعلى أعتاب المحال فيما يراه البعض بركة تحل على المكان، أو مشهدًا جميلاً تنتعش له الألباب. واحترامًا للميول الفردية والاختيارات الشخصية، يكمن السؤال فى سر اعتبار سيادتك ذبح عجلك أو خروفك فى وسط الشارع واستدعائك لأطفالك ليشهدوا هذه اللحظة التى تسيل فيها الدماء مشهدًا يتوجب على معايشته رغمًا عن أنفى. هل هذا هو الإسلام؟

وهل الإسلام يترك لسيادتك حرية تلويث عرض الشارع ومدخل العمارة والرصيف بدماء الأضحية ثم رشها بقليل من الماء؟ وهل الإسلام يعطى سيادتك الحق فى اتهامى بالبعد عن الدين لأننى أرى فى ذلك خرقًا لأبجديات الصحة العامة وقواعد النظافة البديهية؟ الإسلام الذى هو دين الرحمة والإنسانية والمرأة التى دخلت النار فى قطة ربطتها، والرجل الموعود بالجنة فى كلب سقاه، هل ينص على قيام البعض من الموتورين بالذبح وترك الأضحية على قيد الحياة لمدد تزيد على عشر دقائق قبل أن تموت؟ ما سبق ليس انتقادا للدين لأن الدين لا يتعارض مع أبجديات الصحة وبديهيات الحقوق ومبدأ الحريات. لكنه انتقاد ومعارضة ورفض كامل للإصرار المميت على أن نحيط الدين بكم هائل من الغوغائية والهمجية وافتقاد ألف باء الصحة والنظافة، ثم ما نلبث أن نناطح من يعترض مستخدمين سيف الهمجية ذاته متهمين إياه بأنه عدو الله وكاره للدين. ملحوظة أخيرة: عرفت أن محافظ القاهرة، اللواء خالد عبدالعال، كان قد أصدر قرارًا بمنع شوادر الحيوانات فى الشوارع الرئيسية والسماح بوجودها فى الشوارع الداخلية، فهل هذا يعنى أن سكان الشوارع الداخلية لا حقوق صحية لهم؟ وعموماً الشوارع الرئيسية كانت عامرة بالشوادر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آداب التضحية آداب التضحية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon