توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لوغاريتماتنا النفسية والعصبية

  مصر اليوم -

لوغاريتماتنا النفسية والعصبية

بقلم : أمينة خيري

نحتاج مقياسًا نفسيًا وعصبيًا دقيقًا لأحوالنا. الحالة النفسية والأوضاع العصبية للشعوب مهمة لمعرفة ماهية الطريق. وليس المقصود معرفة نسب الإصابة بالاكتئاب، والتى أخبرنا العالم الدكتور أحمد عكاشة قبل ما يزيد على عشر سنوات، حين كانت أوضاعنا الاقتصادية أفضل وأحوالنا المعيشية أحسن، أن نسبة الأعراض الاكتئابية تتراوح بين 30 و38 فى المائة فى الريف، و28 فى المائة فى الحضر. لكن المقصود هو إجراء دراسة عملية واقعية عميقة حول التركيبة النفسية والعصبية لقطاعات الشعب المختلفة. مفهوم تماماً أن المراحل الانتقالية وأوقات عدم الاستقرار والأزمات الاقتصادية وغيرها تؤدى إلى اضطرابات نفسية ومشاعر متضاربة متأرجحة بين الأمل فى غد أفضل والتشاؤم بأنه ليس فى الإمكان أفضل مما كان. وهذا بالطبع ينعكس على كل كبيرة وصغيرة فى حياة الناس، وتصرفاتهم وتعاملاتهم وطريقة إنجازهم للأنشطة والمهام، وأسلوب تواصلهم مع بعضهم البعض.مقالات متعلقة

ونظرة متأنية إلى تفاصيل حياتنا اليومية تشير إلى أن المصريين فى حالة غير طبيعية. وهى حالة لم تستثن تفصيلة أو تتجاهل كبيرة أو صغيرة. نقود سياراتنا بطريقة انتحارية رافعين راية «يا قاتل يا مقتول». ندافع عن الخطأ والمخطئين عبر صعبانيات ومظلوميات ترتقى لدرجة المشاركة فى الجريمة. نعتنق الشىء ونؤمن بعكسه فى اللحظة ذاتها: نشكو ونبكى ونتأوه من الدروس الخصوصية وإن بُذِلت جهود لمحاصرتها ومحاربتها نهبّ للدفاع عنها والإبقاء عليها. نقر ونعترف بأن الخرافة تسيدت وأن الدجل والشعوذة وتقديس غير المقدسات يدفعنا دفعاً نحو القاع بعدما اجتزنا الهاوية، لكن نقاوم بكل ما أوتينا من قوة محاولات الإصلاح والتجديد والتنوير ونفض الغبار. نعزف سوياً معزوفات جنائزية على الأخلاق التى ذهبت والسلوكيات التى انحدرت والقيم التى تبعثرت، وحين تستنجد بنا أنثى تعرضت للتحرش نحمّلها الذنب ونرشقها بسهام الاتهام أو نطالبها بالصمت التام حفاظاً على عاداتنا وصوناً لتقاليدنا. نبكى على أطلال الضمير الذى تبخر فى الهواء، ثم نذهب إلى أعمالنا فنمضى دقائق العمل بين نوم وشاى وفول وصلاة الفرض والسنة. نباهى بأن خيرات البلاد لا أول لها أو آخر: أراض زراعية تطرح الخير فنبنى عليها ونجرفها، آثار وشواطئ تضمن مليارات من السياحة فيأتى السياح فنكفرهم فى عيشتهم ونتحرش بهم ونطالبهم بارتداء العباءة والإسدال، إمكانات هائلة للاستثمار وتأسيس المصانع والشركات فنتضرر من العمل ونبحث عن فرص التزويغ والكسل والقيام بأقل عمل ممكن بأعلى دخل متاح. نبكى على أطلال مصر التى كانت وقت كنا أكثر نظافة وأعلى أخلاقاً وأعمق ثقافة، وبعد أن ننتهى من فقرة البكاء نرمى قمامتنا فى الشارع ونعتدى لفظياً على بعضنا البعض ونعتبر أى ثقافة غير دينية لا لزوم لها. غاية القول إن الإنسان الذى يعتنق الشىء ويؤمن بضده، وينتقد السلوك ويأتى به هو ذاته، وينجح فى تشخيص أسباب أمراضه وانهزاماته، ثم يمسك بتلابيب هذه الأسباب ولا يحيد عن الإتيان بها، يحتاج تحليلاً لفك اللوغاريتم النفسى وشرح اللغز العصبى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لوغاريتماتنا النفسية والعصبية لوغاريتماتنا النفسية والعصبية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon