توقيت القاهرة المحلي 17:48:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الازدراء والتجديد

  مصر اليوم -

الازدراء والتجديد

بقلم : أمينة خيري

قضايا ازدراء «الدين» المطروحة فى المجتمع هى فى صميم مسألة تجديد الخطاب الدينى وتنقيحه وتطهيره. لا تنفصل عنه، ولا ينبغى التعامل معها باعتبارها ملفاً مختلفاً. ولمن يود أو يرغب فى فهم المقصود، فعليه أن ينظر إلى فحوى القضايا. الغالبية المطلقة منها تتعلق بأشياء لا علاقة لها بالدين نفسه. وقد وصل الأمر إلى درجة اعتبار السخرية من شخص يعمل فى وسيلة إعلامية متخصصة فى الدين ازدراء أديان!!

وهذا يذكرنى بحوارات وسجالات لا حصر لها تأججت فى السنوات العجاف، وتحديداً منذ ظهور النسخة الجديدة من الدين فى أواخر سبعينيات القرن الماضى. فالاعتراض على صوت مكبرات الصوت «العشرومية» المثبتة فى كل زاوية ومسجد هو اعتراض على الصلاة ورغبة فى شيوع الفسق. والاعتراض على تشغيل القرآن الكريم فى المواصلات العامة هو إعلان كراهية لكتاب الله وكلامه العزيز. والاعتراض على إغلاق الشوارع والأرصفة بسجاجيد الصلاة والمصلين هو اعتراض على التقوى والتدين ورغبة فى بث الفجور بديلاً عن الصلاة. والاعتراض على خرافات يبثها البعض باسم الدين والمطالبة بإيقافها فوراً لما تسببه من ضرر والدفع بالمجتمع بسرعة رهيبة صوب العصور الوسطى هو تحقير لرجال دين وسب وشتم لهم. والاعتراض على إصرار البعض من رجال الدين على التوغل فيما لا يعنيهم من شؤون السياسة الخارجية والداخلية والإفتاء فى شؤون العلم والبحث والجغرافيا والتاريخ والكيمياء والفيزياء والصيدلة والطب رغم أن مجال تخصصهم العلمى لا يمت لها بصلة هو اعتراض على صميم الدين. والاعتراض على شج الرؤوس وفصلها عن الرقاب والطعن بالسكاكين والتفجير بالقنابل لمن لا يؤمن بما نؤمن به هو تضامن مع الكفار والزنادقة والملاحدة.

وإذا كان ما وصل إليه البعض من المتدينين من تطرف ومغالاة وانغلاق وتعلق بالمظاهر دون معرفة حقيقية بجوهر الدين القائم على أخلاق وسلوك هى الأرقى والأسمى لا يكفى للاعتراف بأن الخطاب الدينى فى حاجة إلى تطهير، ألا يدل ما سبق على أن الدين فى خطر بسبب البعض من أتباعه؟!

وإذا كان ما أصبح لصيقاً بالنسخة الشعبية الشائعة من الدين- رغم أن الدين نفسه منه برىء- من نعوت لا تخرج عن إطار الشعوذة والمغالاة والفصل التام بين المظهر والجوهر وكراهية ومعاداة العلم والتفكير النقدى لا يكفى لتنقيح الخطاب الدينى، ألا تسلط موضوعات قضايا الازدراء الضوء على الهوة التى سقطنا فيها؟! وإذا كان شعور البعض من المتدينين بأن الدين الذى يبلغ من العمر ما يزيد على 1442 سنة مهدد ومعرض للخطر الشديد، لأن أحدهم سخر أو تفكه أو أساء أو تطاول عليه، لا يكفى لإخبارنا بمقدار هشاشة هذا النوع من التدين، فهل تخبرنا قضايا الازدراء بما وصلنا إليه من ضحالة وانعدام ثقة مصحوبتين بعنجهية فائقة وغطرسة جارفة؟ أم أن هناك حالة من الرضا العام على ما نحن فيه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الازدراء والتجديد الازدراء والتجديد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon