توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الازدراء والتجديد

  مصر اليوم -

الازدراء والتجديد

بقلم : أمينة خيري

قضايا ازدراء «الدين» المطروحة فى المجتمع هى فى صميم مسألة تجديد الخطاب الدينى وتنقيحه وتطهيره. لا تنفصل عنه، ولا ينبغى التعامل معها باعتبارها ملفاً مختلفاً. ولمن يود أو يرغب فى فهم المقصود، فعليه أن ينظر إلى فحوى القضايا. الغالبية المطلقة منها تتعلق بأشياء لا علاقة لها بالدين نفسه. وقد وصل الأمر إلى درجة اعتبار السخرية من شخص يعمل فى وسيلة إعلامية متخصصة فى الدين ازدراء أديان!!

وهذا يذكرنى بحوارات وسجالات لا حصر لها تأججت فى السنوات العجاف، وتحديداً منذ ظهور النسخة الجديدة من الدين فى أواخر سبعينيات القرن الماضى. فالاعتراض على صوت مكبرات الصوت «العشرومية» المثبتة فى كل زاوية ومسجد هو اعتراض على الصلاة ورغبة فى شيوع الفسق. والاعتراض على تشغيل القرآن الكريم فى المواصلات العامة هو إعلان كراهية لكتاب الله وكلامه العزيز. والاعتراض على إغلاق الشوارع والأرصفة بسجاجيد الصلاة والمصلين هو اعتراض على التقوى والتدين ورغبة فى بث الفجور بديلاً عن الصلاة. والاعتراض على خرافات يبثها البعض باسم الدين والمطالبة بإيقافها فوراً لما تسببه من ضرر والدفع بالمجتمع بسرعة رهيبة صوب العصور الوسطى هو تحقير لرجال دين وسب وشتم لهم. والاعتراض على إصرار البعض من رجال الدين على التوغل فيما لا يعنيهم من شؤون السياسة الخارجية والداخلية والإفتاء فى شؤون العلم والبحث والجغرافيا والتاريخ والكيمياء والفيزياء والصيدلة والطب رغم أن مجال تخصصهم العلمى لا يمت لها بصلة هو اعتراض على صميم الدين. والاعتراض على شج الرؤوس وفصلها عن الرقاب والطعن بالسكاكين والتفجير بالقنابل لمن لا يؤمن بما نؤمن به هو تضامن مع الكفار والزنادقة والملاحدة.

وإذا كان ما وصل إليه البعض من المتدينين من تطرف ومغالاة وانغلاق وتعلق بالمظاهر دون معرفة حقيقية بجوهر الدين القائم على أخلاق وسلوك هى الأرقى والأسمى لا يكفى للاعتراف بأن الخطاب الدينى فى حاجة إلى تطهير، ألا يدل ما سبق على أن الدين فى خطر بسبب البعض من أتباعه؟!

وإذا كان ما أصبح لصيقاً بالنسخة الشعبية الشائعة من الدين- رغم أن الدين نفسه منه برىء- من نعوت لا تخرج عن إطار الشعوذة والمغالاة والفصل التام بين المظهر والجوهر وكراهية ومعاداة العلم والتفكير النقدى لا يكفى لتنقيح الخطاب الدينى، ألا تسلط موضوعات قضايا الازدراء الضوء على الهوة التى سقطنا فيها؟! وإذا كان شعور البعض من المتدينين بأن الدين الذى يبلغ من العمر ما يزيد على 1442 سنة مهدد ومعرض للخطر الشديد، لأن أحدهم سخر أو تفكه أو أساء أو تطاول عليه، لا يكفى لإخبارنا بمقدار هشاشة هذا النوع من التدين، فهل تخبرنا قضايا الازدراء بما وصلنا إليه من ضحالة وانعدام ثقة مصحوبتين بعنجهية فائقة وغطرسة جارفة؟ أم أن هناك حالة من الرضا العام على ما نحن فيه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الازدراء والتجديد الازدراء والتجديد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon