توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مطلوب «مجسات» مستقلة

  مصر اليوم -

مطلوب «مجسات» مستقلة

بقلم : أمينة خيري

المواطن بالفطرة وبحكم موقعه فى صفوف المحكومين شكاء بكاء. ومتابعة مستخدمى الـ«سوشيال ميديا» وجلسات الأهل والأصدقاء، وخبرة معقولة بمجتمعات عديدة تخبرنا أن المواطن ينتقد والمسؤول يتلقى سهام الانتقاد.

والمسؤول حين يغادر منصبه ينتقد أيضا. صحيح أن قدرا معتبرا من الواقعية تحكم وجهة نظره، حيث الجلوس على مقعد المسؤول وإدارة المشكلات والتعامل مع الواقع من منطلق المسؤولية يختلف تماما عن الجلوس أمام شاشة الموبايل، لكن التواجد فى ملعب المواطنين يعنى الانتقاد.

والحكومات فى بعض دول العالم تتعامل مع الانتقادات بالـ«مجسات»، والاستعانة بالعلماء غير المؤدلجين وخبراء الإعلام غير المسيسين. فكل منهم، بحكم علمه وخبرته، يكون قادرا على تقديم صورة أقرب ما تكون إلى الواقع دون تهويل أو تهوين. هذه الصورة هى صمام الأمان.

بالطبع هناك أدوات أخرى مساعدة لتقييم الواقع بشكل ينأى بنفسه عن القياس بناء على عالم السوشيال ميديا الخيالى حيث الهبد والرزع بلا حدود، وكذلك بعيدا عن محاولات البعض الإفراط فى التجميل والتزيين.

نتابع هذه الآونة ما يجرى على صعيدى الإعلام التقليدى من جهة، وعلى جبهات الـ«سوشيال ميديا» من جهة أخرى فى أرجاء مختلفة من العالم. ويبدو الأمر وكأن جيشين يتناحران. الأول لونه وردى كله أمل وقوامه رجاء وإطاره تفاؤل والـ«أمبيانس» فيه عال العال. وقد يشير إلى أن الكوكب فى وضع صعب، لكن الحكومة فى بلده «أدها وأدود». والجيش الثانى فيه أشكال وألوان كعادة الـ«سوشيال ميديا».

هناك من يعبر عن رأى صائب، ومن ينثر رؤى سوداوية ظلامية غارقة فى البؤس والظلام والشقاء والفناء، وهناك أيضا من يعوم مع هؤلاء حينا، ثم يطفو مع أولئك أحيانا. حالة من السيولة المعلوماتية واللخبطة الأيديولوجية والتنظير والإفتاء تتسيد السوشيال ميديا حيث كثيرين «سايقين الهبل على الشيطنة». «هبل» الإفتاء والشير دون علم مع شيطنة البحث عن الترند وتحويل أنفسهم إلى مؤثرين وقادة رأى.

الحكومات الذكية إذن تنظر إلى الانتقادات والشكاوى باعتبار أن جزءا منها يعبر عن مشكلات حقيقية ينبغى التعامل معها، سواء بالحل أو بتوصيل المعلومات الحقيقية والبسيطة للشاكين. لكن، وبحسن نية، يتبرع البعض أحيانا بمساعدة الحكومة عبر «تهدئة» للقلق العام بطرق يخاصمها المنطق والإقناع.

فى مصرنا العزيزة مثلا، تصر بعض الشاشات أن يركب معها الجميع «مرجيحة» مرعبة. اليوم يخبروننا بأن الأوضاع الاقتصادية المحلية رائعة رغم الأزمة العالمية الطاحنة. وغدا يولولون ويحذرون من مغبة الأزمة العالمية علينا وآثارها المدمرة. وبعد غد يغرقون فى تحليل أزمة شيرين وتعليل تقهقر الأهلى وشرح طريقة عمل البيض بالبسطرمة، وكأن الأزمة العالمية لم تكن وآثارها على البلاد والعباد لا تلوح فى أى أفق.

غاية القول إن التعامل مع انتقادات المواطنين ومواطن قلقهم يتطلب علما بما يجول فى المجتمع فعليا عبر القياسات والاستطلاعات والمعرفة القائمة على العلم، دون تهويل أو تهوين أو تسييس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطلوب «مجسات» مستقلة مطلوب «مجسات» مستقلة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon