توقيت القاهرة المحلي 10:38:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مطلوب «مجسات» مستقلة

  مصر اليوم -

مطلوب «مجسات» مستقلة

بقلم : أمينة خيري

المواطن بالفطرة وبحكم موقعه فى صفوف المحكومين شكاء بكاء. ومتابعة مستخدمى الـ«سوشيال ميديا» وجلسات الأهل والأصدقاء، وخبرة معقولة بمجتمعات عديدة تخبرنا أن المواطن ينتقد والمسؤول يتلقى سهام الانتقاد.

والمسؤول حين يغادر منصبه ينتقد أيضا. صحيح أن قدرا معتبرا من الواقعية تحكم وجهة نظره، حيث الجلوس على مقعد المسؤول وإدارة المشكلات والتعامل مع الواقع من منطلق المسؤولية يختلف تماما عن الجلوس أمام شاشة الموبايل، لكن التواجد فى ملعب المواطنين يعنى الانتقاد.

والحكومات فى بعض دول العالم تتعامل مع الانتقادات بالـ«مجسات»، والاستعانة بالعلماء غير المؤدلجين وخبراء الإعلام غير المسيسين. فكل منهم، بحكم علمه وخبرته، يكون قادرا على تقديم صورة أقرب ما تكون إلى الواقع دون تهويل أو تهوين. هذه الصورة هى صمام الأمان.

بالطبع هناك أدوات أخرى مساعدة لتقييم الواقع بشكل ينأى بنفسه عن القياس بناء على عالم السوشيال ميديا الخيالى حيث الهبد والرزع بلا حدود، وكذلك بعيدا عن محاولات البعض الإفراط فى التجميل والتزيين.

نتابع هذه الآونة ما يجرى على صعيدى الإعلام التقليدى من جهة، وعلى جبهات الـ«سوشيال ميديا» من جهة أخرى فى أرجاء مختلفة من العالم. ويبدو الأمر وكأن جيشين يتناحران. الأول لونه وردى كله أمل وقوامه رجاء وإطاره تفاؤل والـ«أمبيانس» فيه عال العال. وقد يشير إلى أن الكوكب فى وضع صعب، لكن الحكومة فى بلده «أدها وأدود». والجيش الثانى فيه أشكال وألوان كعادة الـ«سوشيال ميديا».

هناك من يعبر عن رأى صائب، ومن ينثر رؤى سوداوية ظلامية غارقة فى البؤس والظلام والشقاء والفناء، وهناك أيضا من يعوم مع هؤلاء حينا، ثم يطفو مع أولئك أحيانا. حالة من السيولة المعلوماتية واللخبطة الأيديولوجية والتنظير والإفتاء تتسيد السوشيال ميديا حيث كثيرين «سايقين الهبل على الشيطنة». «هبل» الإفتاء والشير دون علم مع شيطنة البحث عن الترند وتحويل أنفسهم إلى مؤثرين وقادة رأى.

الحكومات الذكية إذن تنظر إلى الانتقادات والشكاوى باعتبار أن جزءا منها يعبر عن مشكلات حقيقية ينبغى التعامل معها، سواء بالحل أو بتوصيل المعلومات الحقيقية والبسيطة للشاكين. لكن، وبحسن نية، يتبرع البعض أحيانا بمساعدة الحكومة عبر «تهدئة» للقلق العام بطرق يخاصمها المنطق والإقناع.

فى مصرنا العزيزة مثلا، تصر بعض الشاشات أن يركب معها الجميع «مرجيحة» مرعبة. اليوم يخبروننا بأن الأوضاع الاقتصادية المحلية رائعة رغم الأزمة العالمية الطاحنة. وغدا يولولون ويحذرون من مغبة الأزمة العالمية علينا وآثارها المدمرة. وبعد غد يغرقون فى تحليل أزمة شيرين وتعليل تقهقر الأهلى وشرح طريقة عمل البيض بالبسطرمة، وكأن الأزمة العالمية لم تكن وآثارها على البلاد والعباد لا تلوح فى أى أفق.

غاية القول إن التعامل مع انتقادات المواطنين ومواطن قلقهم يتطلب علما بما يجول فى المجتمع فعليا عبر القياسات والاستطلاعات والمعرفة القائمة على العلم، دون تهويل أو تهوين أو تسييس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطلوب «مجسات» مستقلة مطلوب «مجسات» مستقلة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon