توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام والفضائح والالتزام

  مصر اليوم -

الإعلام والفضائح والالتزام

بقلم : أمينة خيري

وهمٌ كبيرٌ أن نضع العالم المثالى حيث الأخلاق الجمّة والمعرفة الكاملة والسلوكيات الرائعة نموذجاً يتحتم علينا بلوغه. ووهمٌ أكبر أن نسعى إلى صحافة وإعلام لا تشوبهما نميمة أو يعكر ملائكيتهما القيل والقال. لكن كل شىء بالمعقول. وفى أعتى منصات العالم الصحفية والإعلامية تطوراً وتقدماً ومهنية، هناك صحف وقنوات مخصصة للنميمة والقيل والقال وفضائح الفنانين والشخصيات العامة. لماذا؟ لأنها تبيع وتحقق الـ«ترافيك» ومن ثم الانتشار والربح.

لكن فى هذه البلاد البعيدة، البضاعة المطروحة متنوعة. وأقفاص الطماطم لا يختلط بها البطيخ أو الفسيخ. لماذا؟ لأنه معروف أن هذه المنصة الإعلامية رصينة وتلك نصف رصينة وهذه فضائيحة من ألفها إلى يائها. ربما تتناول المنصة الرصينة فضيحة الفنانة الفلانية، لكنه يكون على سبيل التحليل أو الربط السياسى أو ما شابه. ولأن هذه البلاد العجيبة تصالحت مع نفسها ومع الواقع، ولم تعد متشبثة بالكنيسة مراقباً على ما ظهر من أفعال وأقوال، ونبذت منظومة بيع صكوك الغفران، فإن من يرغب فى متابعة الفضائح يعرف طريقه، ومن يرغب فى النهج الرصين يعرف طريقه أيضاً. لذلك حين تطالعك أخبار وصور عارضات الأزياء والممثلات الشابات اللاتى خرقن قواعد كوفيد-19 وتوجهن إلى شواطئ دافئة واستعرضن أجسادهن الرشيقة، فإن الدنيا لا تنقلب رأساً على عقب، ويتحول المشهد إلى «خلطبيطة» من النوع المعتبر.

فيرفع الأستاذ المحامى قضايا ازدراء أخلاق وقيم وقواعد ودين عليهن جميعاً مطالباً بإعدامهن ويجول على برامج الـ«توك شو» صارخاً مدافعاً عن الفضيلة، وينوح المذيع الشهير فى برنامجه الليلى مطالباً بإخضاع ملابس العارضات والفنانات للبحث والتحليل لإضفاء صفة الحشمة عليها حفاظاً على الوطن والمواطنين، ويهرع المواطنون الشرفاء بالملايين لمشاهدة الصور قبل الحذف فيحتفظ بها البعض على هواتفه المحمولة لتداولها سراً بين الأصدقاء ويسارع البعض الآخر- بعد أن يملّى عينيه بصورهن- لوصمهن بالفسق والفجور ويلصق التهمة بالنظام السياسى الذى ابتعد عن الدين وحارب المتدينين. هناك فى هذه البلاد البعيدة تعدوا مرحلة «اللغوصة». وسلموا بأن من يبحث عن الرصانة سيجدها،

ومن يبحث عن الهلس سيجده. أما الهلس الوسطى الجميل الذى نحاول «التشعلق» بتلابيبه حيث جانب من إعلامنا يقدم نفسه على أنه رصين، لكنه عين فى الجنة وعين فى النار، فيقدم هلساً مشوباً بالحذر لضمان نصيبه من كعكة الـ«ترند» فيعرض الصور التى تشوبها شبهة تهمة الفسق والفجور ثم يهرع إلى إلحاقها ببضع كلمات عن الفضيلة والحشمة، وينصب الصحفى أو الإعلامى نفسه قاضياً وحاكماً، وربما يتحفنا بصورة فتيات مؤدبات ملتزمات ارتدين الفساتين نفسها مصحوبة بـ«بودى كارينا» ليلقننا درساً فى الصح والخطأ. ويظن الأخ أنه بذلك قد أمسك بالعصا من المنتصف، فـ«الترند» لم يفته، وفى الوقت نفسه أرضى الهسْهس الشعبى المنتشر المتأرجح بين الإغراق فى التحرش والإفراط فى التدين. وللأسف أنه بالفعل يرضى الكثيرين ويسعدهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام والفضائح والالتزام الإعلام والفضائح والالتزام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon