توقيت القاهرة المحلي 15:40:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام والفضائح والالتزام

  مصر اليوم -

الإعلام والفضائح والالتزام

بقلم : أمينة خيري

وهمٌ كبيرٌ أن نضع العالم المثالى حيث الأخلاق الجمّة والمعرفة الكاملة والسلوكيات الرائعة نموذجاً يتحتم علينا بلوغه. ووهمٌ أكبر أن نسعى إلى صحافة وإعلام لا تشوبهما نميمة أو يعكر ملائكيتهما القيل والقال. لكن كل شىء بالمعقول. وفى أعتى منصات العالم الصحفية والإعلامية تطوراً وتقدماً ومهنية، هناك صحف وقنوات مخصصة للنميمة والقيل والقال وفضائح الفنانين والشخصيات العامة. لماذا؟ لأنها تبيع وتحقق الـ«ترافيك» ومن ثم الانتشار والربح.

لكن فى هذه البلاد البعيدة، البضاعة المطروحة متنوعة. وأقفاص الطماطم لا يختلط بها البطيخ أو الفسيخ. لماذا؟ لأنه معروف أن هذه المنصة الإعلامية رصينة وتلك نصف رصينة وهذه فضائيحة من ألفها إلى يائها. ربما تتناول المنصة الرصينة فضيحة الفنانة الفلانية، لكنه يكون على سبيل التحليل أو الربط السياسى أو ما شابه. ولأن هذه البلاد العجيبة تصالحت مع نفسها ومع الواقع، ولم تعد متشبثة بالكنيسة مراقباً على ما ظهر من أفعال وأقوال، ونبذت منظومة بيع صكوك الغفران، فإن من يرغب فى متابعة الفضائح يعرف طريقه، ومن يرغب فى النهج الرصين يعرف طريقه أيضاً. لذلك حين تطالعك أخبار وصور عارضات الأزياء والممثلات الشابات اللاتى خرقن قواعد كوفيد-19 وتوجهن إلى شواطئ دافئة واستعرضن أجسادهن الرشيقة، فإن الدنيا لا تنقلب رأساً على عقب، ويتحول المشهد إلى «خلطبيطة» من النوع المعتبر.

فيرفع الأستاذ المحامى قضايا ازدراء أخلاق وقيم وقواعد ودين عليهن جميعاً مطالباً بإعدامهن ويجول على برامج الـ«توك شو» صارخاً مدافعاً عن الفضيلة، وينوح المذيع الشهير فى برنامجه الليلى مطالباً بإخضاع ملابس العارضات والفنانات للبحث والتحليل لإضفاء صفة الحشمة عليها حفاظاً على الوطن والمواطنين، ويهرع المواطنون الشرفاء بالملايين لمشاهدة الصور قبل الحذف فيحتفظ بها البعض على هواتفه المحمولة لتداولها سراً بين الأصدقاء ويسارع البعض الآخر- بعد أن يملّى عينيه بصورهن- لوصمهن بالفسق والفجور ويلصق التهمة بالنظام السياسى الذى ابتعد عن الدين وحارب المتدينين. هناك فى هذه البلاد البعيدة تعدوا مرحلة «اللغوصة». وسلموا بأن من يبحث عن الرصانة سيجدها،

ومن يبحث عن الهلس سيجده. أما الهلس الوسطى الجميل الذى نحاول «التشعلق» بتلابيبه حيث جانب من إعلامنا يقدم نفسه على أنه رصين، لكنه عين فى الجنة وعين فى النار، فيقدم هلساً مشوباً بالحذر لضمان نصيبه من كعكة الـ«ترند» فيعرض الصور التى تشوبها شبهة تهمة الفسق والفجور ثم يهرع إلى إلحاقها ببضع كلمات عن الفضيلة والحشمة، وينصب الصحفى أو الإعلامى نفسه قاضياً وحاكماً، وربما يتحفنا بصورة فتيات مؤدبات ملتزمات ارتدين الفساتين نفسها مصحوبة بـ«بودى كارينا» ليلقننا درساً فى الصح والخطأ. ويظن الأخ أنه بذلك قد أمسك بالعصا من المنتصف، فـ«الترند» لم يفته، وفى الوقت نفسه أرضى الهسْهس الشعبى المنتشر المتأرجح بين الإغراق فى التحرش والإفراط فى التدين. وللأسف أنه بالفعل يرضى الكثيرين ويسعدهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام والفضائح والالتزام الإعلام والفضائح والالتزام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon