توقيت القاهرة المحلي 16:43:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

داء الحماقة

  مصر اليوم -

داء الحماقة

بقلم : أمينة خيري

يقول المتنبى: «لكل داء دواء يستطب به، إلا الحماقة أعيت من يداويها». وهذا كلام صحيح. حتى «كورونا» اللعين يمضى العالم قدمًا للوصول إلى لقاح للوقاية منه وبروتوكول للعلاج، لكن تبقى الحماقة داء بلا دواء. فحين ينشغل الجميع مثلًا بـ«هل كورونا بلاء أم ابتلاء، وهل من مات بـ(كورونا) متوفى أم شهيد، وماذا لو لم يكن مسلمًا؟» فهذه حماقة. والحماقة أشكال وألوان.

مبدئيًا، يجب الإشارة إلى أن الحماقة، بحسب القاموس اللغوى، هى «قلة العقل والشطط فى التفكير». ويقال هو أحمق وهى حمقاء وهم حمقى. وللعلم والإحاطة، فالحماقة ليست سبة، بل وصف لحالة. وجميعنا معرض لداء الحماقة بين الوقت والآخر، لكن أن تكون الحماقة أسلوب حياة أو تفكيرًا أو نقاشًا، فهذه حماقة مزمنة مفجعة. ومن يتابع الشأن العام هذه الأيام يلاحظ أن مناقشاتنا اليومية العادية، والتى يدور الكثير منها حول مجريات العالم من حولنا ومصر التى نعيش فيها، يلاحظ سحابة ثقيلة تحوم فى الأفق. يجلس صديقان على القهوة، ويقول الأول إن ترامب سيترك أمريكا دولة مفتتة منقسمة على نفسها بتصرفاته الأخيرة، فيرد الآخر بأن بايدن سيعود إلى سياسات أوباما المؤيدة لجماعات الإسلام السياسى وأن نار ترامب ولا جنة بايدن، فيتطور النقاش إلى اتهامات بالأخونة وأخرى بالانبطاح وثالثة بالجهالة. يدون أحدهم على صفحته فى «فيسبوك» مهللًا ومشيدًا بالقطار الكهربائى السريع وما يمثله من نقلة حضارية واقتصادية، فتجد من يتهمه بالانبطاح والتطبيل ويخبره بأن ما كتبه يعنى أنه مغيب ومغفل، فيرد عليه الأول بأنه عدو الدولة وخائن ومتآمر، وهلم جرا.

يناقش أحدهم مسألة اللقاحات ويستعرض النتائج الأولية لفاعلية اللقاحات، فتجد من ينبرى من بين الصفوف هابدًا فيما لا يعلم، حيث اللقاح الصينى هو الأسوأ لمجرد أن مصر تعاقدت عليه، وأن الدول التى تحترم شعوبها وتخاف عليهم من الهواء الطاير تعاقدت على لقاح فايزر، فيخبرهما ثالث بأن حاخامًا فى إسرائيل تلقى لقاح فايزر بجرعتيه وأصيب بكورونا، فينقلب النقاش إلى هبد فيما يختص بـ«القدرة والخنازير»، ورَزعًا حول «اللهم عجّل بنهاية اليهود»، ويتبدد النقاش العلمى فى هواء العدم.. هواء العدم قادر على الانتشار السريع والتغلغل الأكيد. وكفى نظرة سريعة على منطق النقاش - سواء التلفزيونى أو الفردى أو العنكبوتى - لتتأكد من أن العدم فكرة والفكرة لا تموت، وأن الحماقة أسلوب حياة.

الغريب أن شعوب العالم شرقًا وغربًا ومع اختلاف مكاناتها وقدراتها تتناقش وتتبادل أطراف الحديث والآراء والمواقف، لكن هذا الكم المذهل من القدرة على اتباع عقيدة «لو أنت تشيد بإجراء أو سياسة حكومية فأنت حتمًا دولجى منبطح»، وفى الوقت نفسه «لو أنت تنتقد إجراء أو سياسة حكومية فأنت دون أدنى شك متآمر وخائن» مذهل ويستحق التأمل!. لقد مر عقد كامل على أحداث 2011، وعلينا أن ننبذ الحماقة ولو قليلًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داء الحماقة داء الحماقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon