توقيت القاهرة المحلي 16:47:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرأة «تُمناية»

  مصر اليوم -

المرأة «تُمناية»

بقلم : أمينة خيري

أقسم بالله العظيم أن أزمة المرأة والشابة والطفلة فى مصر ليست تعيين وزيرة وسفيرة و(انتخاب) نائبة. كما أن الحكاية ليست «إللى بتحكم البيت المصرى الست» أو «دى الست فى الصعيد قوية ومسيطرة غير ما أنتم فاكرين». والمعضلة لا تكمن فى تذكير المعتدى والمتحرش بأن له أختا وأما وزوجة وابنة يمكن أن تتعرض لما يفعله بـ«بنات الناس». الحكاية وما فيها أن الأنثى فى مصر منذ سبعينيات القرن الماضى ليست واحدًا صحيحًا. الثقافة المستوردة والنسخة المشوهة من الدين التى تُرِكت ترتع فى ربوع مصر وسكوت الدولة وخنوع الناس جميعها أدت إلى عمليات نحر ونخر وتآكل مكثفة وسريعة جعلت منها «تمناية»، كتلك التى تركض فى الشوارع دون ترخيص تنقلب على جنبها حينًا وتصل إلى غايتها منهكة متآكلة أحيانًا.

ولأولئك الذين يتعجبون وترتفع حواجبهم استغرابًا من القول بأن الأنثى المثقفة التى تمتلك عقلًا حرًا وقدرة على التفكير وحظًا نجا بها من هسهس التكفير ووسواس تحريم النفس الذى تتنفسه تعيش فى مجتمعنا وهى تحمل جروحًا نفسية وعقلية غائرة لكونها أنثى ترفض أن تكون رقمًا فى القطيع. الأنثى التى ترى فى نفسها منحًا ربانية أخرى غير أعضائها التناسلية وقدراتها على الإغواء وإمكانياتها لإنجاب العيال وملكاتها المنزلية فى الطبخ والكنس وضبط رمانة ميزان الأسرة تعانى معاناة شديدة المرارة. لماذا؟ لأنها منذ أن تفتح باب بيتها وتستعد لنزول الشارع تعلم أنها مقبلة على صراع محموم مكتوم لتبرئة ساحتها أمام الخضرى الذى يعتبرها امرأة مارقة، وسائق الميكروباص الذى ينظر إليها على أنها «ماكينة»، والشيخ الذى يرمقها بنظرة عدائية لأنها لا تتبع مقاييس الأيزو المتفق عليها قبل نصف قرن، ومعلم المدرسة الذى يقول لتلميذاته إنها نموذج لا يجب اتباعه، وموظف الحكومة الذى يعطل معاملاتها لأنها لا تتطابق والصورة الذهنية التى نشأ عليها لما يجب أن تكون عليه «الحريم»، إلى آخر قائمة المعاملات اليومية.

عمليات النحر والنخر التى شوهت الأنثى المصرية منذ سبعينيات القرن الماضى جعلت وقت دار الإفتاء الثمين وفكر مؤسسة الأزهر الرصين ينشغل بأسئلة الشعب: هل المرأة يحق لها الخروج للشارع؟، ما معايير الضرب التى يجب على الزوج أن يتبعها لتأديب زوجته؟، هل قطع الصلاة يحدث فقط بسبب الكلب الأسود والحمار والمرأة؟.. وتتواتر الأسئلة المهمة التى تشغل الأمة والشعب والمجتمع، فمنهم من يحاول أن يكون وسطيًا متساهلًا فيسأل ربما المقصود المرأة الحائض، لكن يباغته آخر: لا المقصود بالمرأة التى بلغت سن المحيض، ويلجأ المتنازعان إلى مشايخنا الأجلاء للوصول إلى حل لهذه الأزمة الكبرى، والأمثلة والنماذج لا تعد ولا تحصى. وسبب أنها لا تعد ولا تحصى ليس لكثرتها، ولكن لأنها «معششة» فى عقول وقلوب ملايين المصريين والمصريات. أعلم تمامًا أن الناجين والناجيات من الهسهس قلة قليلة، لكن الله غالب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة «تُمناية» المرأة «تُمناية»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon