توقيت القاهرة المحلي 17:22:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب العيال وقيمة الإنجاز

  مصر اليوم -

حرب العيال وقيمة الإنجاز

بقلم : أمينة خيري

لا يمكن بأى حال من الأحوال فصل قضايا التنمية والتقدم والتحضر فى معزل عن الملف السكانى. ولأن ربنا عرفوه بالعقل ولأن التفكر والتدبر والمنطق أسياد كل تفصيلة من تفاصيل حياتنا، فإن عملية الإنجاب، التى تدور رحاها بغِلّ شديد وإصرار رهيب على دحض التفكر وقتل التدبر واغتيال المنطق، لا يقف وراءها إلا تناول جانبه الصواب وغاب عنه الصلاح. «بتخلف عيال كتير ليه وانت غارق فى فقر شديد؟» «علشان يساعدونى أخلص من الفقر». «بس كده؟!» «آه! لكن كمان الشيخ قالِّنا بعد صلاة الجمعة إن تنظيم الأسرة حرام وإن الرسول (ص) عايز يتباهى بكثرتنا يوم القيامة». جناحا القنبلة معروفان منذ عشرات السنوات. كل عيل رأسمال. الولد يعمل فى ورشة والبنت تتجوز وهى فى اللفة، وفى سنوات الألفية الجديدة الولد يشتغل على توك توك أو يتسول فى الشارع، والبنت تتزوج لمَن يدفع أكثر. وعلى الرغم من القوانين، التى من شأنها أن «تجبر» راغبى الخلفة دون هوادة، أحيانًا تكون لازمة وواجبة حتى لا ننفجر جميعًا، إلا أن مَن ينجب بهذا التواتر وبناء على تلك الأيديولوجيا القائمة على محاربة الفقر برؤوس الأموال البشرية والمحمية- بل المُكرَّمة بفتاوى دينية تأليف وتلحين وإخراج النسخة السبعينية المشوهة للدين- لن يلتفت إلى هذه القوانين، بل سيلجأ إلى الالتفاف عليها، ناهيك عن مشاعر العداء التى سيُكِنّها للنظام الذى يكبته ويحد حريته. على سبيل المثال، سيستمر فى الإنجاب دون شرط تسجيل المولود. وبالطبع فإن هموم الالتحاق بالمدرسة والتطعيمات إلخ لن تطرأ على باله لأن الشيخ نفسه أبلغه أن الله هو الحامى دون أن يخبره أن الله أمرنا بالتدبر والتفكر. الصديق المثقف المتزن، خفيف الظل، عميق الفكر، خبير الدراسات السكانية، رئيس الجمعية المصرية لدراسات الهجرة، الدكتور أيمن زهرى، كتب تدوينة فيها القليل المفيد: «لو حميتَ الناس من التطرف الدينى وخبل غزو العالم والتكاثر والتناكح والتناسل، ولو اشتغلت كويس على التعليم والصحة ومكانة المرأة كانت الخصوبة انخفضت وحدها والمشكلة السكانية اتحلت. لو خلِّيت فى حياة الناس قيم أخرى جميلة مثل الإنجاز وتحقيق الذات ماكانتش الناس حطت غلبها فى الخلفة والعيال». روشتة تشرح العرَض المرضى وتفند الحلول مؤكدة النتائج. صحيح أن الحلول ليست سهلة فى بلد تم استلابه من قِبَل غزو ثقافى بالغ أشبه بالأمراض الخبيثة التى تتمكن من الجسد، إلا أنها ليست مستحيلة. ملفا التعليم والصحة تم فتحهما والغوص فى جراحهما. وتم إنجاز قدر لا بأس به من التطهير والإصلاح، رغم المقاومة العنيفة، لكن المشوار طويل. أما الخطاب الدينى، فالقشرة الخارجية أفضل حالًا لكى يظل ما فى القلب فى القلب. وفيما يختص بالثقافة وقيم الجمال والإنجاز، فهى محلك سر، أو سر محلك، حيث الإنجاز الوحيد هو إنجاب العيال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب العيال وقيمة الإنجاز حرب العيال وقيمة الإنجاز



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:22 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني
  مصر اليوم - رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon