توقيت القاهرة المحلي 11:21:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فهم الأصوات الباطلة

  مصر اليوم -

فهم الأصوات الباطلة

بقلم : أمينة خيري

رأيى أن أهم ما فى الانتخابات النيابية الحالية هو تأملها واستخلاص الدروس والعبر منها، وهذا لو تعلمون عظيم وعميق. وللعلم فإن التأمل عملية شاقة وتتطلب علمًا وفهمًا وقبلهما رغبة وإرادة وابتعاد عن المكابرة والمعاندة. نسبة الحضور والمشاركة التى سيتم الإعلان عنها فى وقت لاحق مهمة، لكنها فى مرحلة الاستقرار السياسى الذى نعيشه، مقارنة بالسنوات التى تلت أحداث يناير 2011، ليست العامل الوحيد الذى يمكن أن نعتمده دليلًا على الوعى السياسى (أو قلته) أو برهانًا على الرغبة الشعبية العارمة فى اختيار من يمثلها. فالأسباب والعوامل التى تدفع القواعد الشعبية فى أى بلد للمشاركة فى الانتخابات كثيرة، ولا يتعلق جميعها بالوعى السياسى وممارسة الحق والواجب الانتخابى. فقد تكون هناك رغبات لمنع فلان من الفوز وخلاص! وقد تكون اتقاء لشرور الغرامات والمخالفات. وربما أيضًا تكون استجابة لمحفزات أو مُرَغِّبات، وهلمّ جرا. وبالطبع فإن معرفة التوجهات وقياس الميول تستوجب قياسات علمية معروفة القواعد، ولكنى لاحظت فى دائرة معارفى توجهًا إلى المشاركة ولكن لإبطال الصوت. وإبطال الصوت يحدث لسببين: الأول لأسباب تتعلق بعدم معرفة الطريقة الصحيحة للانتخاب وهو ما ينتج عنه بطلان الصوت، والثانى، وهو الأهم والأجدر بالدراسة، هو الإبطال العمدى أو ما يطلق عليه «التصويت الاحتجاجى». والتصويت الاحتجاجى ليس عيبًا كما يُشاع أو حرامًا كما يُقال. لكنه طريقة يعبر بها من لا يملك طريقة أخرى ليقول: «لا أوافق». و«لا أوافق» أو «أعترض» أو غيرها من مرادفات المعارضة لا تعنى بالضرورة خيانة للوطن أو مؤامرة لإحداث الفوضى، لكنها قد تعنى ما تعنيه فقط: معارضة. وحيث إن المعارضة البناءة أو القوية سياسيًا أو المنظمة حزبيًا تعانى ضعفًا وإنهاكًا، فلا يتبقى للبعض من طريقة للتعبير عن آرائهم ومواقفهم سوى إبطال الصوت. والأوراق والأبحاث السياسية المنشورة حول الأصوات الباطلة كثيرة ومثيرة ومفيدة. أحدها على سبيل المثال منشور تحت عنوان «جهل أم معارضة؟ الأصوات الفارغة والباطلة فى المجتمعات حيث المعلومات القليلة ودرجة التسييس المرتفعة». وهى دراسة جيدة لفهم أسباب الأصوات الباطلة، وتلافى بطلانها عبر علاج الأسباب فى الانتخابات المقبلة، سواء بزيادة التوعية وطرح المعلومات أو ببحث وعلاج أسباب إبطال الصوت بغية الاعتراض. وإذا كانت طرق حل مشكلة الأصوات الباطلة بسبب قلة المعرفة أمرًا يسيرًا، فإن التعامل مع «التصويت الاحتجاجى» يحتاج حلولًا على كل المستويات وليس على مستوى الناخب وحده. فالتصويت الاحتجاجى يحتاج بحثًا ونقاشًا وعلاجًا للحزب والمرشح وبرنامجه الانتخابى والناخب والأجواء الانتخابية والنظام الانتخابى والساحة الحزبية والسياسية. ووجود مشكلات فى العملية الانتخابية ليس وصمة أو عارًا، بل العكس هو الصحيح. فالانتخابات عملية تعليمية للجميع، والرغبة والإرادة فى إصلاح أجوائها وتنقيتها وتلافى مشكلاتها خير مثال على صحة الأجواء والعملية الانتخابية والكيان النيابى وأدائه، طالما أبقينا المؤسسات الدينية بعيدة عن مصيدة تحريم إبطال الصوت!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فهم الأصوات الباطلة فهم الأصوات الباطلة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon