توقيت القاهرة المحلي 06:37:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القديسون الجدد

  مصر اليوم -

القديسون الجدد

بقلم : أمينة خيري

قبل أيام، كتبت ملحوظة على صفحة نادٍ أنتمى له بأنه لا يصح تشغيل القرآن الكريم بصوت مرتفع فى المناطق العامة التى يرتادها الأعضاء. فالقرآن له أصول فى الإنصات، كما أن النادى لا يرتاده مسلمون فقط، وحتى لو كان يرتاده مسلمون فقط، فربما بينهم من لا يود الاستماع للقرآن فى هذا الوقت تحديدًا، ولا سيما أن الغالبية المطلقة من سكان الأرض لديهم على الأقل جهاز راديو أو تليفزيون أو محمول يمكنهم من الاستماع لما يودون وقتما يشاءون. وما إن كتبت الملحوظة حتى انبرى المدافعون عن الدين والمهرولون من أجل درء الخطر الذى سيتعرض له الإسلام والمسلمون جراء الاعتراض على تشغيل القرآن فى أجواء غير مناسبة للمرة وتتعارض مع شرط الإنصات والاحترام. واعتبر كثيرون ما كتبت حربًا ضروسًا وخطرًا رهيبًا قادرين على هدم الدين وإلحاق الهزيمة بالمتدينين. ووصل الأمر بأحدهم إلى أن قال إنه لا يحتمل أن يرى القرآن الكريم يعرض للانتقاد على الملأ!! آه والله. أذكركم بأن الانتقاد موجه لتشغيل القرآن الكريم فى سياق ومكان غير مناسبين. ما سببته كلماتى للبعض من صدمة وفزعة جعلتهم يستنفرون للدفاع عن دين عمره 1442 عامًا ويتبعه نحو 1.8 مليار شخص لمجرد أن أحدهم اعترض على تشغيل القرآن فى مكان غير مناسب يعنى أننا لسنا فى حاجة إلى تجديد خطاب دينى أو تنقيح فكرة الإيمان أو تنقية مفاهيم التدين. نحن فى مرحلة أكثر بدائية من ذلك بكثير. والتوصل إلى العوامل والمسببات التى دفعت بالبعض خلال العقود الخمسة الماضية إلى اعتناق الهوس بديلًا للدين نفسه أمر بالغ الأهمية. وفك اللوغاريتمات العجيبة حيث الشخص بالغ التدين بمقاييس السنة الـ 20 من الألفية الثالثة لا يجد حرجًا فى شتم وسب الآخرين بأقبح الألفاظ، ناهيك عن وصف أحدهم بالكفر أو السماح لنفسه بإصدار أحكام بشرية على مصير غيره من البشر فى يوم حساب رب العالمين لنا، باتت ذات أولوية قصوى لعلماء الطب النفسى والاجتماع والسياسة، وليس رجال الدين. فما نحن فيه من هوس لا علاقة له بدين من قريب أو بعيد. ولم تمر ساعات حتى فوجئت بمهزلة الشاب الذى كان يقلد مذيعين فى إذاعة القرآن الكريم. فقد وجد نفسه متهمًا بالإساءة للدين والاستهانة بالمتدينين، ونال ما ناله من شتم وسب، بالإضافة إلى ما يشبه دفعه إلى الاستتابة وكأنه سب المقدسات. قيل لنا ونحن أطفال إنه لا يوجد قديسون فى الدين الإسلامى، لكن واقع الحال فى بلدنا فى السنوات الأخيرة يشير إلى أننا صنعنا قديسين. بعضهم بشر وضعناهم فى منزلة القديسين، واعتبرنا نقد أو مراجعة اجتهاداتهم الشخصية كفرًا، وبعضهم رجال دين تعاملنا مع آرائهم وفتاواهم باعتبارها نصوصًا قرآنية يحرم مناقشتها أو السؤال عن المنطق فيها. وفى كل يوم نضيف المزيد من القديسين إلى القائمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القديسون الجدد القديسون الجدد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon