توقيت القاهرة المحلي 22:55:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سورية تحترق وليس حلب

  مصر اليوم -

سورية تحترق وليس حلب

بقلم : أمينة خيري

مازال بيننا من يسخر من عبارة «مش أحسن ما نكون سوريا والعراق». ومازال معنا من يرى أن على «الثورة السورية» أن تمضى قدمًا. ومازالت السجالات تحمل ملامح لوم، لأن «هؤلاء» فصيل سياسى وطنى يجب إدراجه فى العملية السياسية، على الرغم من أن «هؤلاء» خربوا دولاً وشعوبًا.

وبينما نتابع مجريات اعتداء «الجيش المحمدى» المسير من قبل الرئيس التركى أردوغان على شمال سورية ، إذ بدول العالم قابعة على كنباتها تتفرج، وذلك باستثناء كلمة تنديد هنا أو «دعوة إلى ضبط النفس» هناك أو استعطاف لتركيا لتدك وتقتل بقليل من الحنية. وفى المتابعة آلاف الدروس والعبر.

صحيح أن العبرة بالخواتيم، والمنطقة لم تصل لخواتيمها بعد، لكن نتساءل: أين ذهب الإخوة والأخوات الذين أشعلوا الدنيا بهاشتاج «حلب تحترق» فى 2016. ألا تحترق قرى ومدن شمال سوريا؟ وأين ذهب من أقاموا الدنيا مطالبين مصر بعدم التدخل عسكرياً فى ليبيا عام 2015 ضد معاقل داعش المستهدف لمصر وأهلها؟ أين ذهبت مطالباتهم بحل مشاكلنا مع «داعش» عبر الطرق السلمية وطاولات الحوار والحلول السياسية؟ أين الإخوة والأخوات الذين لا يألون جهداً فى نعت مصر بالرغبة فى الهيمنة الاستعمارية على جيراننا هنا وهناك أمام النموذج التركى لاستنساخ تبعية له فى دولة مجاورة ذات سيادة، إن لم تكن رغبة لاحتلال جزء من سوريا؟

ولأن أسئلة «أين ذهبوا» لن تنتهى، فقد عثِر على البعض منهم غارقاً فى كتابة وتداول بيانات شجب ورسائل إدانة بالعربية والفرنسية والإنجليزية تتراوح عناوينها بين «الاتحاد الأوروبى يتجاهل الاعتقال الجماعى للمتظاهرين السلميين فى مصر» و«يجب توقيع عقوبات على مصر لاستخدامها الممنهج للتعذيب والقتل خارج نطاق العدالة» و«على الولايات المتحدة الأمريكية أن تعاود النظر فى مساعداتها لمصر وربطها بأدائها فى ملف حقوق الإنسان» وغيرها.

ولأن حقوق الإنسان لم ولا يجب أن تصبح يوماً مجالاً للمقايضة أو السخرية أو التقليل من شأنها، لكن المعايير الدولية التى فاقت مرحلة الازدواج، والتى وصلت إلى حد إغماض العين والقلب والعقل تماماً أمام عملية إبادة وتخريب تقوم بها تركيا لأن «المصالح بتتصالح» ينبغى أن تكون مثاراً للنقد والتفنيد.

وضمن التفنيد، وعلى الرغم من أن الغالبية من أشقائنا من أبناء الشعب السورى مواطنون يئنون لما يجرى فى وطنهم من تنازع أممى واعتداء إقليمى، إلا أن هناك من سلم نفسه لأفكار شيطانية فكتب يمجد فى العدوان التركى على أرضه، بينما هو مقيم فى تركيا المعتدية. «رحم الله آل عثمان، بعد الأنبياء والصحابة ما جاد بمثلهم علينا الزمان. عظماء مبدعون فى كل شىء حتى فى الموسيقى العسكرية التركية التى تصدح فى كل قرية دخلها الجيش الحر والجيش التركى فى المدن السورية المحررة».

هكذا فعلت جماعات الإسلام السياسى المجرمة بالعقول، وهكذا تريدها موازين القوى على الكوكب أن تكون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية تحترق وليس حلب سورية تحترق وليس حلب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

محمد سامي يعلن تعاونه مع يسرا لأول مرة في عمل جديد
  مصر اليوم - محمد سامي يعلن تعاونه مع يسرا لأول مرة في عمل جديد

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك يشوّق جمهوره لـ مطعم الحبايب

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبايات ملونة لمظهر أنيق

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 07:24 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عدد الغرف الفندقية في دبي إلى 151.4 ألف غرفة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon