توقيت القاهرة المحلي 19:16:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التغطية الرائعة المتحيزة

  مصر اليوم -

التغطية الرائعة المتحيزة

بقلم : أمينة خيري

لماذا يهتم البعض من وسائل الإعلام الغربية بمجريات الربيع العربى أكثر من اهتمام أبناء الربيع العربى أنفسهم به؟. ولماذا تسهب مواقع وقنوات غربية فى الاحتفاء بأحداث الثورات وإعادة عرض واستعراض ما جرى من تفاصيل أكثر بكثير ممن قاموا بهذه التفاصيل؟. ولماذا يكتفى العديد من هذه المنصات بالتغطية الصحفية المتعمقة والمتفردة والمفردة ساعات وصفحات لأحداث وحوادث دون غيرها، وفى الوقت نفسه لا تعير تفاصيل حيوية أخرى أى اهتمام؟.

بالطبع تتبادر ردود منطقية عديدة فى هذا الشأن: فهناك العديد من القيود المفروضة على ما يُكتب فى شأن أحداث «الربيع العربى» فى العديد من بلدانه والبلدان المجاورة. كما أن المنصات الإعلامية الغربية لها تاريخ أطول وقواعد أرسخ من حيث حرية التعبير وعمق التحليل. لكن هل نعمة عدم وجود قيود على الإعلام باستثناء قيود الموضوعية والمهنية فى هذه البلدان، وتمتعها بإرث صحفى رائع من المهنية والمصداقية يبرر عدم تغطية والاحتفاء واستعراض الجانب الآخر من الربيع؟. وحين يكتفى الإعلام بتغطية جانب دون آخر، أو حقبة وليس أخرى، أو توجه واحد لا ثانى له، هل يكون محتفظاً بموضوعيته ومهنيته التاريخية، مهما كانت التغطية رائعة وجبارة وغير مسبوقة، ومهما كانت متطابقة وانتماءات مثقفين فاعلين وساسة مؤثرين ومنظمات بازغة ومسموعة فى عالم الحقوق والحريات؟.. لا أعتقد!.

مرة أخرى هذا لا يعنى التغاضى عن تلال المشكلات والمصاعب التى يعانيها إعلام دول الربيع العربى. وهذا لا يعنى أيضاً ادعاء أن صحافتنا أفضل أو أن إعلامنا أكثر شفافية أو مصداقية. لكنه يعنى أن نعوت فرض القيود وتكميم الأفواه وتملية التوجهات ليست حكراً على دول دون أخرى. الفرق الوحيد يكمن فى درجة الشياكة أثناء الاحتفاظ بالرأى الواحد، وحنكة طرح توجيه بعينه وكأنه الوحيد الشرعى والمقبول وكل ما عداه هو شر مطلق وتخلف مطبق. خذ عندك مثلاً احتفاء الكثير من المنصات الإعلامية الغربية بأيام أحداث يناير 2011 الـ18. ستجد أن الغالبية المطلقة من إحياء الذكرى هى بكائيات على فرصة الحرية التى تم إهدارها، والديمقراطية التى تم إجهاضها. وستجد معاودة وصف جماعات الإسلام السياسى بأنها أروع ما حدث فى تاريخ مصر الحديثة، إن لم يكن بالوصف المباشر فباللمح والغمز.

جميل جداً أن يبحث الزملاء الصحفيون فى هذه المنصات عمن كانوا فى الصور التى شاعت فى هذه الأيام، ويتتبعوا خطواتهم وما آلت إليهم أوضاعهم. وهذا عمل صحفى رائع. لكن أليس من الغريب ألا تختار منصة إعلامية واحدة من هذه المنصات اتباع منهج التغطية الإحيائية نفسها فى اقتحام السجون مثلا؟، أو احتلال ميدان الثورة ميدان التحرير من قبل الإسلاميين وأتباعهم الذين تم شحنهم من القرى والنجوع ليمنعوا دخول العلمانيين الكفرة الذين سيحولون دون تحويل مصر إلى مصرستان؟.. التغطية «الرائعة» الانتقائية تظل انتقائية رغم روعتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التغطية الرائعة المتحيزة التغطية الرائعة المتحيزة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon