توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهبد المسؤول

  مصر اليوم -

الهبد المسؤول

بقلم:أمينة خيري

   كما أن هناك التربية المسؤولة التى تتخذ من مصلحة الصغار وصحتهم النفسية والعقلية والجسدية أولوية وكذلك صالح المجتمع، والصيد الرشيد الذى يراعى الاستخدام المستدام لموارد مصايد الأسماك بما يتفق مع البيئة، والتحليل الحكيم الذى لا ينجرف وراء توجه على حساب آخر أو أيديولوجيا المحلل دون مراعاة لمبادئ الحياد والموضوعية.. هناك أيضًا الهبد المسؤول الرشيد الحكيم، ولو إلى حد ما. اقتران الـ«سوشيال ميديا» منذ سنوات بظاهرة الانفجار التحليلى والانشطار المعلوماتى والدفق التفاعلى غير المسبوق والسباق الشرس المحموم من أجل الـ«لايك» والـ«شير» الملعونتين أدى إلى ما نحن فيه اليوم من سيولة دماغية. ومع كامل الاحترام لوسائل ومنصات الإعلام التقليدى الرصين الذى يتحرى الخبر ولا يستعين إلا بذوى الاختصاص للتحليل والتفسير، إلا أن النسبة الكبرى من الناس باتت تتلقى الخبر (أو الخبر الكاذب) والمعلومة (أو شبه المعلومة) والتحليل من منصات الـ«سوشيال ميديا». الأسباب كثيرة، بعضها اتهامات يتحملها الإعلام، والبعض الآخر سمة العصر، وجزء يعود إلى نوع ومصادر وأسلوب بناء الثقافة العامة وتوارث طريقة التفكير وبناء المواقف والآراء الشخصية، التى يقوم أغلبها على ما يقوله «الرعاة الرسميون» للأدمغة.. لكن هذا ليس موضوعنا الآن، موضوعنا هو هذا الهبد التاريخى الدائرة رحاه فى الـ«سوشيال ميديا»، والذى لا يفصل بينه ذبح خروف العيد مصحوبًا بالفرحة والتهليل سوى سنتيمترات معدودة. الفارق الوحيد هو فى طبيعة الطقس الدينى، وشروط الذبح المفترض الالتزام بها حتى لعدم تعريض الخروف للألم، بالإضافة إلى تجنيبه شرور الهلع قبل الذبح!. هذا الذبح المتمثل فى الهبد غير المسؤول غير الرشيد غير الحكيم للرياضيين والرياضيات المصريين فى البعثة الأوليمبية رهيب ومشين.

من حق الجميع أن يدلى بدلوه ويعبر عن رأيه ويشهر امتعاضه، لكن هل هناك نص يحرم الدلو بعد المعرفة، أو التعبير عن الرأى بناء على إلمام بالمعلومات، والامتعاض والاستياء والانزعاج بعد بذل حد أدنى من المجهود البحثى؟!. لا أظن. يتصور البعض أن الرياضيين والرياضيات يتم اختيارهم بأهواء شخصية لمدربين أو مسؤولى اتحادات، وليس بعد سنوات تبدأ فى سن الثالثة أو الرابعة من عمر الرياضى من التدريب والتجهيز، تعقبها مشاركة فى بطولات محلية ثم دولية وقارية وبناء عليها وعلى تصفيات ونتائج ونقاط محسوبة بدقة متناهية لا تحددها الدولة، بل الاتحادات الدولية واللجنة الأوليمبية يصعد مَن يصعد بدون ويهبط مَن يهبط.

أكرر أن من حق الجميع أن يعبر عن رأيه، لكن حين يكون من شأن هذا الرأى أن يُلحق الضرر النفسى والجسدى بآخرين، فمن الأفضل التريث قليلًا والتحقق كثيرًا قبل الهبد غير المسؤول. وقد طال الهبد كل شىء وأى شىء. بالطبع من حقنا أن نحلم بميداليات، وأن نحاسب المسؤولين، ونسأل عن أوجه الإنفاق.. إلخ، بل من حقنا أن نهبد، ولكن ألَا يمكن أن يكون هبداً أشد مسؤولية!، وحبّذا أيضًا ترشيد سب وشتم مَن يعبر عن رأى مخالف للهابدين؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهبد المسؤول الهبد المسؤول



GMT 19:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الموازنة والـمئة دولار !

GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon