توقيت القاهرة المحلي 06:46:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقاطعة السوبرماركت الحل؟

  مصر اليوم -

مقاطعة السوبرماركت الحل

بقلم : أمينة خيري

فى سبعينيات القرن الماضى، عرفت أن العرب يطالبون كل من يسافر إلى بريطانيا بمقاطعة عدد من المحال التجارية الأجنبية، وأذكر أن محال «ماركس آند سبنسر» كانت على رأس القائمة، وذلك على خلفية يقال عن «دعم الصهيونية ومساندة إسرائيل». واليوم وبينما أتمعّن فى خارطة الشرق الأوسط الجارى «نقعها» فى مياه نار (حمض الكبريتيك المعدنى) بهدف محو معالمها وإعادة رسمها، أرى إعلانات متواترة عن تطبيع دول عربية مع إسرائيل بشكل متواتر. وقبلها بالطبع علاقات موثقة ومتجذرة بين دول أخرى تدعى أنها ممانعة ومقاومة ورافعة راية «لا للكيان الصهيونى» رغم «أنتمتها» معه منذ سنوات. وأرى أن «ماركس آند سبنسر» بسم الله ما شاء الله منتعش ومتنامٍ ومتطور، بل آخذ فى الانتشار فى بلادنا، حيث لم يعد المسافرون إلى بلاد الفرنجة وحدهم الموعودين بشراء منتجاته، بل أصبحت متاحة للجميع، طالما يستطيعون ويريدون.

وعلى سيرة الإرادة، أقول إن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون حين تحدث قبل أيام عن أهمية «التصدى للنزعة الإسلامية الراديكالية التى تسعى إلى إقامة نظام موازٍ» فى فرنسا، ثم تبعته غضبة عنيفة لدى الكثيرين من المسلمين، وهذا أمر طبيعى.. لكن غير الطبيعى أن نعتبر أو أن نفهم أنه دعا إلى التصدى للإسلام ومحاربة المسلمين. قال ماكرون إن «الإسلام ديانة تعايش اليوم أزمة فى كل مكان فى العالم».. وهنا كان ينبغى أن يتحدث عن البعض من أتباع الديانة الذين حولوا الديانة وممارساتها وتعاليمها إلى أزمة كبرى فى العالم. وإنكار ذلك هو إنكار للواقع الأليم الذين نعيشه جميعًا ونتجرع مرارته بصفة يومية. فهل داعش جماعة بوذية إرهابية؟ وهل جماعة الإخوان جماعة مورمونية مجرمة؟ وهل جماعات التكفير والهجرة وإمارة سيناء وجيش الإسلام والقاعدة والجماعة الإسلامية المسلحة وبوكو حرام وأبوسياف، وغيرها المئات، هى جماعات تتبع الملحدين والكفار والقردة والخنازير؟ وهل الرد بأن كل ما سبق لا يمثل الإسلام، يعنى أننا قدمنا نماذج فعلية تمثل الإسلام عبر الفعل لا القول؟ وهل فتحنا أبواب النقاش والسؤال والإجابة دون التعرض لسيف التكفير ومقصلة التحريم عن مفهوم العنف فى الدفاع عن الدين؟ وهل ما تصدره المؤسسات الدينية الرسمية فى الدول الإسلامية من بيانات وما تعقده من ندوات تؤدى الرسالة وتحقق الغاية وتوضح بالحجة والبرهان أن الدين الإسلامى دين سلام وقبول وتسامح، وأنه لا يشغل نفسه بالحكم على من آمن ومن كفر ومن اعتنق دينًا آخر؟.. اليوم، نطالب بمقاطعة «كارفور» لننتقم من ماكرون. فهل هذا هو رد العاقلين؟!.

العاقلون والمتعقلون والمتدبرون لا يسكتون على إهانة أو يهضمون ظلمًا، لكن فى الوقت نفسه يحسبونها ويتدبرونها. المسلمون فى أزمة؟ نعم، وهى أزمة شديدة. مَن صنعها؟.. السياسة المُستخدِمة للدين شرقًا وغربًا، والساسة المتعاملون مع الدين باعتباره أداة حكم وتوظيف رجال الدين باعتبارهم «تكنوقراط».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاطعة السوبرماركت الحل مقاطعة السوبرماركت الحل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon