توقيت القاهرة المحلي 04:45:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتاوى «الجمهور عاوز كده»

  مصر اليوم -

فتاوى «الجمهور عاوز كده»

بقلم : أمينة خيري

مثلما نهرع إلى رجال المرور معترضين على فوضى القيادة، فيأتينا الرد: «إنه سلوك مواطن، فماذا نحن فاعلون؟»، فنحن حين نهرع إلى من يفتون فى الدين فى مسائل عجيبة غريبة على شاكلة «هل الله يستجيب لدعاء غير المحجبة؟» أو «هل استخدام الشطاف فى نهار رمضان يفسد الصيام؟» ونعترض على هذه الأسئلة الهرائية، تأتينا الإجابة: «هذه أسئلة الناس وعلينا الرد عليها».

ومثلما تتمثل مهمة رجل المرور فى تطبيق قواعد المرور التى تصحح وتقوم وتعاقب السلوك الخاطئ فى القيادة، فإن من ضمن مهام رجال الدين تصحيح وتقويم التفاهة والسطحية وعدم تحميل الدين ما لا يحتمل. والتحجج بأن «الجمهور عاوز كده» كما يخرج علينا صانعو الأفلام الهابطة حجة تبدو منطقية لكن يراد بها باطل لإبقاء الوضع على ما هو عليه، سواء من حيث الفوضى المرورية أو فوضى الفتاوى.

وإذا كانت الفوضى المرورية تحصد الأرواح وتساهم فى نشر وتجذير الفوضى السلوكية فى المجتمع، فإن فوضى الفتاوى تساهم فى نشر وتجذير النسخة العجيبة من الدين المتحلل من القيم الروحانية والقواعد الأخلاقية والغارق حتى الثمالة فى «ماذا نرتدى؟» و«بأى قدم ندخل الحمام؟» و«أصول النكاح» و«نص دعاء ركوب المصعد». وما الهجوم الضارى الذى توجهه الغالبية تجاه كل من يعترض على تحويل الدين إلى أدعية وأذكار وطرحة ونقاب ولحية وقبقاب، واعتبار من يتطرق إلى هذه المسائل «الفقهية» عدو الله وكارهًا للمؤمنين، إلا دليل دامغ على الغمامة المهيمنة على القلوب والعقول.

المتدين عن حق لا يخشى سؤالاً نقدياً عن المظاهر أو نقاشاً منطقياً عن التفسير الذى يضعه بشر. والمتدين الواثق أنه على حق لا يعتبر فتح ملفات تطهير التراث الدينى المتراكم عبر قرون ما بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) هدماً للدين ونشراً للفسق والفجور.

ومثلما يفتش البعض من رجال المرور فى رخص القيادة لضمان أنها سارية، ظناً منه أن هذا هو ملخص عمله، بينما زجاج السيارة أسود فاحم وخلفيتها مغطاة بالكامل بملصقات ضخمة وقائدها أرعن أهوج، فإن من يستقبل فتاوى عن دخول الحمام وظهور صباع رجل المرأة والدعاء بالشفاء والنجاة لـ«الكفرة» فى الصين دون أن يخبر السائل أن عليه أن يخضع لعلاج نفسى ويوضح له أنه بهذه الأسئلة يسىء للدين ولقدراته العقلية، بل ويحذره من أن مثل هذه الأسئلة تصنع كهنوتاً فى الإسلام الذى هو بلا كهنوت، وأنها تجعل من رجل الدين وسيطاً بين الإنسان وربه، بينما لا وساطة بين العبد وربه فى الإسلام، وأنها تهين رجل الدين نفسه الذى يفترض أنه عالم قارئ مثقف وليس محلل شطافات ومدقق أرجل ومتمعن فى شؤون النكاح والمنكوحين.

إمساك عصا الوطن من المنتصف حيث التأرجح بين دولة مدنية أحياناً وأخرى دينية أحياناً سيؤدى بنا إلى الدخول فى حيطة كتلك التى دخلنا فيها من قبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتاوى «الجمهور عاوز كده» فتاوى «الجمهور عاوز كده»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon