توقيت القاهرة المحلي 13:16:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مارد الثانوية العامة

  مصر اليوم -

مارد الثانوية العامة

بقلم : أمينة خيري

اسمنا محفور فى تاريخ التعليم باعتبارنا من شيطان الثانوية العامة وجعل منها وحشاً كاسراً. «السنة المصيرية» «القادرة على رفع أحدهم سابع سماء أو هبده فى سابع أرض» وغيرها من المسميات التراجيدية التى ترسخت فى الوجدان المصرى ترسخاً مقيتاً. وفى زمن كورونا الصعب ومنابع قلقه ومكامن هلعه، يفتئت وحش الثانوية العامة على هذا الهلع فيتحول مارداً شريراً وشيطاناً رجيماً. وبعيداً عن قرار الدولة المضى قدماً فى عقد الامتحانات بعد تعديل الجدول واتخاذ ترسانة من الإجراءات الاحترازية، فإن الملاحظات على ما جرى فى اليوم الأول تتلخص فى العنصر الإنسانى. وأبدأ بنا نحن الأهل من آباء وأمهات نعشق فلذات أكبادنا لدرجة أننا نكبس على أنفاسهم وهم شباب وشابات على «وش جامعة» ونصحبهم أفواجاً وجماعات حتى باب المدرسة المنعقد فيها الامتحان. وحين يدعونا رجل أمن أو مسؤول تنظيم للابتعاد امتثالاً للتعليمات، نعمل نفسنا من بنها ونمضى قدماً فى الالتصاق بابننا العزيز وكأن الالتصاق الجسدى سيدرأ عنه خطر الفيروس أو يقيه شر نسيان المنهج. ثم نقرر نحن الآباء والأمهات- ولاسيما الأمهات- أن نمضى الثلاث ساعات التى هى مدة الامتحان مرابطين رابضين فى محيط المدرسة، وكأن تعريض أنفسنا لخطر الفيروس جهاداً فى سبيل الابن وتعريض الآخرين للعدوى يهون أمام فضيلة أن يخرج الابن الشاب أو الابنة الشابة من الامتحان ليجد ماما منقوعة فى الشمس، وهو دليل التفانى وبرهان العشق. وإذا كان من الحب ما قتل، فإن من الإهمال ما أهلك أمماً ودولاً. وقد ثبت بالحجة والبرهان أن توفير المعدات والأجهزة والإمكانات المادية مع التدريب والتوعية، لا يعنى بالضرورة أن يمتثل من لديه مرض اسمه انعدام الضمير أو آفة يسمونها «اللكلكة» ورفع راية «كلشنكان» لإنجاح المنظومة. بمعنى آخر، توافر معدات التعقيم وإجراءات الوقاية وإمكانات الحماية لا يعنى توافر الضمير الذى يطبق هذه الإجراءات كما هو منصوص عليه، وليس مجرد سد خانة أو الإسراع إلى التظاهر بالتطبيق للظهور فى لقطة الكاميرا، ثم العودة إلى «دكة التواكل والبلادة». أما أبناؤنا وبناتنا، وهم مثلنا نحن الأهل، يختلفون فى درجات الوعى ومراتب اليقظة. منهم من يعتبر الكمامة إقلالاً من رجولته الفتية، فيهرع إلى التخلص منها أو إنزالها أسفل أنفه، ومنهم من يرى بابا وماما يتخلصان منها عبر إلقائها فى الشارع، فيفعل مثلهما. ونضيف فى خانة الأبناء مفهوم «اللجنة زى الزفت» وهو المصطلح الذى لا يعنى أن اللجنة قذرة أو صاخبة أو اتجاهها قبلى، لكنها تعنى أن مراقبيها لم يسمحوا بالغش! ولا يسعنى سوى التنويه إلى أننا كشعب متدين بالفطرة ونبكى بكاء مريراً على إغلاق المساجد فى زمن كورونا، إلا أن الملايين منا لا يعتبرون الغش من الموبقات أو المحرمات. هذه ملاحظات على هامش اليوم الأول من الثانوية العامة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مارد الثانوية العامة مارد الثانوية العامة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon