توقيت القاهرة المحلي 03:39:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا فعلنا بدمقرطة المعلومات؟!

  مصر اليوم -

ماذا فعلنا بدمقرطة المعلومات

بقلم : أمينة خيري

كنت من أشد المستبشرين والداعمين لمنصات التواصل الاجتماعى منذ عصر الـ«بلوجز» (المدونات) فى منتصف الألفينات. اعتبرتها متنفس الهواء غير القابل للإغلاق لكل من لا نافذة له. كتبت ودافعت عن هذه المنصات التى أخذت فى الانتشار، معطية صوتًا لكن لمن لا صوت له. وكنت شاهد عيان على نداءات القائمين على أمر تكنولوجيا المعلومات ورقمنتها فى العالم والمطالبين بتيسير توصيل ملايين البشر حول العالم بالشبكة، باعتبارها غذاء الروح وإكسير الفكر. مؤتمرات وندوات وورش عمل ولقاءات بحثت واتخذت خطوات وفَعَلت «دمقرطة المعلومات»، لكن ما يجرى هذه الآونة لم يكن على البال أو الخاطر.

«دمقرطة المعلومات» هذه الفكرة العبقرية القائمة على «حق» الوصول للمعلومات والبيانات لكل إنسان، دون حراس بوابة يقومون بمهمة «حشر» المعلومة فى عنق الزجاجة المعلوماتية ما يعيق وصولها لأسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ما شابه. بمعنى آخر المعلومات متاحة للجميع عند أطراف أصابعهم! واشتمل مفهوم «دمقرطة المعلومات» كذلك على تمكين الجميع دون استثناء من صناعة المحتوى المعلوماتى دون حواجز أو عراقيل أو تدابير.

بدت الفكرة فى حينها عبقرية. ظننت أن هذا هو ما ينقصنا. عقود من فرض الوصاية على الرأى، وبسط الهيمنة على التوجه، ووضع العراقيل أمام التعبير والإبداع بطرق شتى، منها ما هو مباشر من رقابة وحجب ومنع، ومنها ما هو غير مباشر عبر ترهيب العقل وتخويفه من التفكير.

لكن، وآه من ولكن. أجد نفسى هذه الآونة، وبينما أزمة كورونا آخذة فى التطور والتغير بينما نتكلم، أراجع قناعاتى السابقة وأحاسب نفسى على هذا «التهور» فى الحماسة. أتابع ما يدور على أثير «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب» و«إنستجرام» و«تك توك».. وغيرها، ويكاد رأسى ينفجر. طوفان هادر من «المعلومات» بأنواعها وأشكالها، ما صلح منها وما طلح، والنصائح والحكم والمواعظ، والآراء والتوجهات، والمكايدات، والنظريات، لا أول لها أو آخر. وبالمناسبة هذا الطوفان عالمى، وليس حكرًا على مصر.

وحين يتعلق الأمر بالنقاش حول نظام سياسى، أو تفنيد أبعاد إجراء اقتصادى، أو سجال حول جماعات مجرمة مثل «داعش» أو غيرها، فوارد أن يمسك المستخدمون بخناق بعضهم البعض بين مؤيد ومعارض ومندد إلى آخر القائمة. لكن حين يشهر فيروس كـ«كورونا» أسلحته الترويعية متربصًا بشعوب المعمورة، فإن طوفان «المعلومات» والفيديوهات والآراء الصحية ووجهات النظر الطبية يكون فيه سم قاتل.

صحيح أن الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعى تقوم بدور عظيم فى الإعلان والإعلام والتوعية الصادرة عن مصادر صحية موثوق فيها، لكنها فى الوقت نفسه تموج بكم مذهل من المكايدات السياسية المتنكرة فى زى معلومات صحية، وإفتاءات فردية تعرض نفسها باعتبارها معلومات سرية موثقة، ونصائح مرتكزة على موروث مفهوم من التشكك فى كل ما هو رسمى، واعتبار النفى تأكيدًا والعكس.

«ماذا فعلنا بدمقرطة المعلومات؟».. سؤال يحتاج إلى دراسة بعد انقشاع الفيروس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا فعلنا بدمقرطة المعلومات ماذا فعلنا بدمقرطة المعلومات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon