توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قوة اللقاح السياسية

  مصر اليوم -

قوة اللقاح السياسية

بقلم : أمينة خيري

نهدأ كده يا جماعة شوية ونعقل ما ورد فى تقرير على موقع «دويتشه فيله»، وعنوانه «التطعيم ضد كورونا: لماذا تعتبر إسرائيل رائدة عالميًا؟»، بداية إذا كنت عزيزى القارئ ممن هم غارقون فى خرافة «الكوكب يتآمر علينا»، و«كلما رأونا نصلى ونكبر ملأ الخوف قلوبهم»، و«دعاؤنا على القردة والخنازير سيؤتى ثماره إن لم يكن فى هذه الألفية ففى ألفيات مقبلة»، فهذه المعلومات ليست لك. إسرائيل تتبوأ مكانة الصدارة عالميًا- أى تسبق دول أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية- فى عدد الجرعات التى تلقاها المواطنون. تعدادها تسعة ملايين نسمة، وحتى الآن تلقى 3.67 مليون شخص الجرعة الأولى من اللقاح، وهو ما يمثل 40 فى المائة من السكان.

وتلقى 28 فى المائة الجرعة الثانية. وتم تطعيم ما يزيد على 80 فى المائة من الأشخاص فوق سن الـ60. وحاليًا هى مستعدة لتلقيح أى شخص فوق سن الـ16. واليوم تمتلك إسرائيل كمًا من اللقاحات ربما يفوق حاجتها. واليوم تُظهر حملات التطعيم أثرها فى انخفاض الإصابة. ويوضح التقرير أن عظمة هذا الإنجاز ليست فى القدرة المادية فى الحصول على اللقاحات فقط، بقدر ما تكمن فى شروط التعاقد. إسرائيل وافقت على دفع سعر أعلى للقاح «بيونتيك وفايزر» (23 يورو للجرعة، فى مقابل 12 يورو سعر الجرعة للاتحاد الأوروبى). كما تحملت إسرائيل مسؤولية سلامة المنتج. وفى المقابل، تزود إسرائيل مصنعى اللقاح ببيانات حملات التطعيم أسبوعيًا، أى أن اللقاح فى مقابل البيانات. ما هى البيانات؟ هى أرقام العدوى والتطعيم والمعلومات الديموغرافية للمريض مثل العمر والجنس ولكن دون ذكر هوية الأفراد. بمعنى آخر، توصلت إسرائيل بهدوء وتروٍ إلى Win win situation، حيث الجميع فائز. إسرائيل فازت بكم لقاحات مذهل، وبالتالى انخفاض مذهل أيضًا فى الإصابات، ما يعنى صحة أوفر للمواطنين، وضغطًا أخف على القطاع الصحى، وإنعاشًا أسرع للاقتصاد، وعودة أوقع للحياة شبه الطبيعية.

ومصنعو اللقاح فازوا ببيانات بالغة الحيوية عن أثر لقاحاتهم ونسب فاعليتها وتفنيد دقيق عن جنس وعمر وأصل وفصل المرضى، وهى معلومات لو تعلمون لا تُقدر بمال. مرة أخرى على السادة الذين ترتعد أجسادهم غضبًا وتنفر عروقهم سخطًا أن يُهدئِوا من روعهم ويتفكروا فى أمرهم. صحيح- وكما هو متوقع- صالت إسرائيل وجالت تعسفًا واستفزازًا فيما يختص بإتاحة اللقاحات للأراضى الفلسطينية المحتلة، لكن اللقاحات بدأت فى الوصول «بعدما سمحت السلطات الإسرائيلية بذلك»! أكاد أسمعك عزيزى وأنت تتوعد بالمضى قدمًا فى إلقاء هذا فى البحر وذاك فى المحيط، لكن قبل أن تستمر فى مضيك هذا أهمس لك عن صفقة متداولة أخبارها بين إسرائيل وسوريا حيث الأسرى فى مقابل اللقاح!! اللقاح عزيزى أصبح قوة سياسية وأمنية جديدة فى الشرق الأوسط. يمكنك الآن أن تعاود صراخك وهتافك وتوزيع الشماعات يمينًا ويسارًا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوة اللقاح السياسية قوة اللقاح السياسية



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon