توقيت القاهرة المحلي 11:54:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حلم سعيد

  مصر اليوم -

حلم سعيد

بقلم:أمينة خيري

أعانى منذ فترة من انعدام القدرة على متابعة الحوارات المطولة بأنواعها. أسميه أحيانًا عرضًا من أعراض الاحتراق الوظيفى، وأعتبره فى أحيان أخرى رفاهية تسمح لى بها سنوات العمل الطويلة حيث الانخراط فى كم مذهل من الحوارات بأنواعها. وتأتى البرامج الحوارية على رأس قائمة أسباب احتراقى الوظيفى، ولكن تابعت حوارًا على شاشات «القاهرة والناس» ضمن برنامج اسمه «حلم سعيد» يقدمه الإعلامى سعيد جميل. الضيوف هم لاعبو منتخب مصر فى كرة القدم لذوى الساق الواحدة. ما هذه الروعة والفخامة والحسن والبهجة والرونق والعظمة!، مفردات الجمال فى الدنيا لن تسعفنى فى الوصف. المسألة ليست عرضًا لأشخاص من ذوى الإعاقة حصلوا على خدمات يستحقونها، أو يطالبون بحقوق لم يتسن لهم الوصول إليها، أو يشكون قلة الإمكانات التى تحول دون اندماجهم فى المجتمع. المسألة ملهمة بكل المقاييس.
ورغم حذرى الشديد فى التعامل مع كلمة «ملهم» وكل مشتقاتها، وذلك بسبب عقد تكونت وتوغلت وتوسعت بفعل «ملهمى» السوشيال ميديا من جهة، وأقرانهم من تجار سلعة التنمية البشرية من جهة أخرى (مع احترامى للملهمين الحقيقيين)، إلا أن محتوى هذه الفقرة كان ملهمًا بكل المعانى والمقاييس. أشخاص بساق واحدة لم يتغلبوا على هذه المعضلة الصعبة فقط، فنجحوا مثلًا فى الحصول على فرصة عمل، أو تأمين وسيلة مواصلات معقولة، أو استكمال تعليمهم، بل لعبوا كرة قدم، وكونوا فريقًا، وصعدوا إلى المنتخب، ويخوضون بطولات دولية ويحققون إنجازات حقيقية. شباب يفرح وزى الفل، بل أحلى من الفل، وشأنهم فى ذلك شأن الأستاذ سعيد جميل وطاقم الإعداد والقائمين على البرنامج الذى أتاح لنا نسمة هواء عليلة فى ظل معاناة كوكب الأرض من مصادر تلوث ثقبت أوزونه وخربت مناخه وتهددنا على مدار الساعة. هذا بالطبع مع مصادر التلوث الفكرى والثقافى والعصبى التى تحيط بنا. وأحمد الله كثيرًا على أسلوب إعداد الفقرة وتقديمها. فالعالم تعدى مرحلة مصمصة الشفاه تعاطفًا مع ذوى الإعاقة، والمجتمعات تعدت مرحلة اعتبارهم إما حملًا على الآخرين، أو فئة تستوجب جمع التبرعات ومد يد العون المادى إليها. ذوو الإعاقة الجسدية مواطنون كاملو الأهلية، لهم كامل الحقوق، بالإضافة إلى الحقوق التى يكفلها الدستور والقوانين لهم تحديدًا، وعليهم كامل الواجبات، وذلك حال حصلوا على حقوقهم. وأعضاء منتخب الساق الواحدة، وغيرهم من اللاعبين الذين يطمحون إلى التأهل للمنتخب، بالإضافة بكل تأكيد إلى لاعبى الرياضات الأخرى الذين تمردوا على الصور النمطية لذوى الإعاقات الجسدية، ومكنتهم حالتهم الصحية والنفسية من ذلك، فلم يكتفوا بتهشيم الصور الجامدة، بل برعوا وأبدعوا وأجادوا، لا يستحقون منا التصفيق والإعجاب والتشجيع فقط، ولكن يستحقون قبل كل ذلك أن نعرف بوجودهم. ربما هو تقصير منى، لكنى لم أعرف من قبل أن لدينا فريق أبطال من ذوى الساق الواحدة. هؤلاء هم الملهمون الحقيقيون. شكرًا «حلم سعيد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلم سعيد حلم سعيد



GMT 09:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ويْكَأن مجلس النواب لم يتغير قط!

GMT 08:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 08:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 08:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 08:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 08:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

GMT 08:21 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الصناعة النفطية السورية

GMT 08:19 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

دمشق وعبء «المبعوثين الأمميين»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:54 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تكشف عن مفاجأة خاصة
  مصر اليوم - نانسي عجرم تكشف عن مفاجأة خاصة

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon