توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جائحة النكاح المجتمعي

  مصر اليوم -

جائحة النكاح المجتمعي

بقلم : أمينة خيري

تصر الأحداث أن توقظنا من غيبوبتنا، لكن هيهات. «سيدة السلام» تم إنهاء حياتها لأن آخرين لم يعجبهم تصرف قامت به أو قراراً اتخذته أو حياة عاشتها. وإنهاء الحياة هنا ليس بالضرورة قيام آخرين بإلقائها من الشرفة، أو إقدامها على ذلك هرباً من وحشيتهم المرتدية عباءة الأمر بالمعروف وجلباب النهى عن المنكر. لا يعنينى إن كان الرجل الذى دخل شقتها بائع أنابيب أو صديقا أو قريبا أو عشيقا، ولا نوع العلاقة. وكم من علاقات يعتبرها البعض حراماً، لكن رحاها تدور دون أن يدرى أحد طالما السرية قوامها والأنوف المدسوسة فيما لا يعنيها منشغلة بعلاقة أخرى. وبمناسبة الأنوف المدسوسة، أكرر ما كتبته قبل أشهر طويلة عن أننا نميل ثقافياً إلى التدخل فى شؤون الآخرين، بل و«اللغوصة» فيما لا يعنينا من أمور. «دفع مهر كام؟» «مرتبك كام؟» «ماخلفتوش عيال ليه؟» «شبكتك بكام؟» «إنت لابس/ لابسة كده ليه؟» وغيرها من سخائف الأسئلة والتى تعكس كماً معتبراً من الحشرية. وقد التحمت هذه الحشرية الثقافية بمفاهيم دينية عبرت حدودنا والتحمت بحشريتنا، وانتشرت انتشار النار فى الهشيم حتى اعتبر ملايين المصريين أنفسهم أعضاء فاعلين فى جماعة «هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر». والغريب أن ما سبق تزامن وهوس رهيب بالجنس. اليوم، نجد أنفسنا بعد عقود من التنوير نعود إلى المربع الذى كانت تقف فيه أوروبا فى العصور الوسطى. إنه المربع الذى اعتبر «الآخر» هو اليهود والنساء والشيطان. وما التحرش الذى يعانى منه كل كائن أنثوى فى مصر إلا ترجمة للهوس بالجنس المرتدى جلباب الدين.

وما البرامج والفقرات والمواقع الإلكترونية والأسئلة الفياضة والفتاوى الرنانة عن المرأة وقواعد نكاحها وإمكانية نكاح غيرها دون أن يؤثر ذلك على نكاحها وتوقيت نكاح الصغيرة وكيفية نكاح المسنة وإمكانية نكاح الميتة واحتمالية نكاح البهيمة ورسائل النكاح التى ترسلها النساء عبر ملابسهن ومدى قدرة الحذاء على استثارة الرغبة فى النكاح وإن كانت ضحكة المرأة فى مكان عام تعنى أنها دعوة للنكاح إلا نتيجة حتمية للهوس بالجنس الناجم عن خلطة شيطانية اسمها تغلغل ما يتصور البعض أنه دين فى النفس الذى نتنفسه فى المحروسة.

الحادث يرمز للمجتمع المصرى الآن بدءا بـ«البواب» حامى شرف العمارة وسمعتها الدينية من أخطار النكاح غير الشرعى، مروراً بالجيران الذين يشوبهم رعب جبار من أن يتم تصنيفهم تحت بند «ديوث» (إحدى الكلمات المنضمة حديثاً للقاموس المصرى) وانتهاء بالمتابعين الذين يمصمصون شفاههم أسفا على المغدورة لكن يسارعون لاتخاذ مقاعدهم على دكة «شعب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر». ولا يسعنى سوى أن أفكر فيما يجول فى خاطر من ألقى القبض على المشتبه بهم، ومن يحقق أو يحكم عليهم، هل يتعاطفون مع المغدورة أم يثنون على من رفضوا أن يكونوا «ديوثا»، فالمجتمع واحد والجائحة واحدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جائحة النكاح المجتمعي جائحة النكاح المجتمعي



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon