توقيت القاهرة المحلي 03:02:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملء الفراغات

  مصر اليوم -

ملء الفراغات

بقلم : أمينة خيري

دعوناكم إلى ملء الفراغ بالبديل الصحى، لا أن تملأوه بالبضاعة الرديئة ذاتها. اتفقنا على أن المساحات الخاوية ستمتلئ بشكل أو بآخر بمن يأتى أولاً ومعه ما يحوى حداً أدنى من عناصر الجذب والجودة. ساحة فنية وثقافية شعبية شبه خاوية، ملأها من جاء أولاً. وبقى مهيمناً مسيطراً عليها، لا يواجه منافسة أو يجابه محتوى آخر يهزه من على عرشه. عرش أغانى المهرجانات الذى لا يعكس تدنياً أخلاقياً وتدهوراً سلوكياً، بقدر ما يكشف ثقافة وبيئة وقيم وسلوك قطاع عريض جداً من المجتمع. هذا القطاع يمثل ملايين لم تجد من يحنو عليها ثقافياً أو يمد لها يد العون الفنى على مدى عقود طويلة. لذلك حين ولد «فن» من رحمها وترعرع فى كنفها بدعم ومساعدة من تقنيات رخيصة متوافرة للجميع سواء تطبيقات أو مواقع أو قنوات على الإنترنت، اكتسح وتمكن من الوصول إلى قمة «الشعبية» عبر طريق ممهد ميسر معبد دون حواجز أو عقبات. والحواجز والعقبات فى هذا السياق لا يمكن أن تكون قراراً فوقياً بالحجب أو قانوناً رسمياً بالمنع، وذلك لأن طبيعة العصر ونوعية المنصات تجعل من الحجب أضحوكة ومن المنع أكذوبة. الإنترنت متاح للجميع، وحتى فى حالات حجب هنا أو منع هناك، هناك بدلاً من الوسيلة عشرة لخرق الممنوع. وحتى فى حال نجح الحجب، هل هناك وسيلة لمنع شباب المناطق العشوائية والشعبية من الغناء فى منزل أحدهم، أو فى فرح الجيران أو حتى على الناصية؟! ولو نجحنا بقوات عتيدة وجهود رهيبة فى إغلاق حناجرهم وسد أفواههم، هل قدمنا بدائل منطقية وواقعية لمن يملك الموهبة ليعبر عنها بالشكل المرجو؟ لست متأكدة من الدور الذى تلعبه وزارة الثقافة فيما يختص بملء الخواء الثقافى فى مصر. بالطبع هناك عروض ممتازة تقدم فى دار الأوبرا وعدد محدود من المسارح الأخرى، لكن هل هذه العروض تصل إلى سكان «عزبة الهجانة» و«عزبة أبو حشيش» و«منشأة ناصر» و«اسطبل عنتر» وغيرها؟ وحتى نكون أكثر واقعية، هل نتوقع أن يأخذ شباب وشابات هذه المناطق مبادرة التوجه إلى دار الأوبرا لشراء تذاكر لحضور عرض فنى؟!

أعتقد أن الدولة والمجتمع اللذين ينظران إلى«المهرجانات» باعتبارها تدنياً أخلاقياً وتدميراً فنياً عليها ألا تكتفى بالحجب والمنع، والشجب والإدانة. على الدولة والمجتمع الرافض أن يتوجها إلى هؤلاء فى عقر ديارهم. أين عروض الشارع لآلاف من الشباب والشابات الموهوبين والمثقفين والمستعدين لمشاركة فنهم؟ وأين أنشطة مراكز الشباب بعيداً عن تأجير قاعاتها للأفراح وعقد ندوات لمرشحى الانتخابات؟ وأين الأنشطة الفنية لاكتشاف المواهب وعرضها فى نحو 600 قصر ثقافى منتشرة فى أنحاء المحروسة؟ وأين الحوافز غير المباشرة المخصصة للشباب والشابات لدفعهم إلى متابعة أنشطة هذه الثروة الوطنية الثقافية؟ وفى سياق آخر، لعنة الله على التريند الذى يدفعنا إلى تلميع الرخيص وتجاهل الغالى، والمعنى فى بطن ماسبيرو.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملء الفراغات ملء الفراغات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon