توقيت القاهرة المحلي 19:08:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحرش بالفطرة

  مصر اليوم -

التحرش بالفطرة

بقلم : أمينة خيري

قبل أن ينْفَضَّ مولد طفلة المعادى والأستاذ المتحرش والناس «الكيوت» التى تخشى على «الرجل المحترم» من الفضيحة والبهدلة، وبغض النظر عما سيسفر عنه التداول الرهيب لمقطع الفيديو، أود الإشارة إلى عدد من النقاط. ما جرى فى مدخل العمارة يؤكد بما لا يدع مجالًا للهرى أو الهبد أو الرزع أن ما يشيعه البعض من أن «لبس البنت» أو السيدة هو ما يحدد مصيرها فى عالم التحرش فى شوارعنا كان هلاوس، لكنها الآن تستلزم العقاب لكل مَن يتفوه بها. الصغيرة- التى لا يزيد عمرها على عشر سنوات- كانت ترتدى طبقات من الملابس لتحمى جسدها النحيل الصغير جدًا من البرد.

بمعنى آخر، لم تبذل الطفلة جهدًا لإثارة شهوات الرجل المسكين الذى لا يملك من أمر شهواته شيئًا. والقول بأن المرأة عبارة عن عورات ينبغى وأدها تحت طبقات سميكة حتى لا تنشر الفسق والفجور، وأن الرجل عبارة عن مجموعة شهوات غير قابلة للسيطرة لأن «ربنا خلقه كده» ما هو إلا جهالة وقبح ومحاولات لتشبيه الإنسان بالحيوان، رغم أن العديد من الحيوانات يعبر عن شهواته الجنسية بشكل أرقى من ذلك. والقول بأن الرجال والشباب «يا ولداه»- الذين يتحرشون رغمًا عنهم بما تصادف مروره من كائنات أنثوية- هم ضحايا المغالاة فى المهور وزيادة البطالة وضيق ذات اليد هو قول باطل من ألفه إلى يائه. فالأستاذ- بطل الفيديو- وبحسب المعلومات المتوفرة، متزوج، أى غير محروم جنسيًا ولديه أطفال. وأقترح سَنَّ قانون يجرم مَن يحض على تبرير التحرش وتجميل الاغتصاب كأنهما وسيلة إشباع للفقراء والمحرومين.

ولابد من الإشارة إلى رد فعل صاحب المعمل ومعه ثلة من المواطنين الذين لا يرون فى هتك العرض الذى جرى مشكلة تستدعى الشوشرة، بل إن البعض وصل فى فُجره إلى درجة التكهن بأن الطفلة ربما اعتادت التحرش بها، ولو كان ما جرى لها قد أفزعها لهربت أو صرخت!! وهذا يعنى أن المرض المجتمعى صار خطيرًا. ثم نأتى إلى الصور المتداولة للأستاذ بطل الفيديو، والمأخوذة من حسابه على «فيسبوك»، فهو يفخر بوقوفه فى الحرم المكى الشريف، ويتحفنا بحفنة من الصور وهو يرفع يديه إلى السماء ولسان حاله: «شوفتونى وأنا مؤمن ومتدين؟»، وللإخوة الأفاضل الذين مازالوا يتمسكون بتلابيب ذابت وتهلهلت دفاعًا عن دين لم ولن يهينه أحد، أقول إن هذا تحديدًا هو النموذج الشائع فى صرعة التدين التى صرعت مصر منذ سبعينيات القرن الماضى. إنه التدين المظهرى البحت.

إنه التدين القائم على عذاب القبر ولبس المرأة وفقه النكاح وقواعد دخول الحمام وحتمية مقاطعة أو معاداة أو قتل المختلف. ودون أدنى مبالغة، نحن فى خطر أخلاقى بالغ. تدنت الأخلاق كثيرًا، وتضخمت المبررات المجرمة كثيرًا، وتوغل خطاب دينى لا يعنيه سوى شكل المؤمن كثيرًا، وبُحَّت أصواتنا كثيرًا مطالبة بالإنقاذ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحرش بالفطرة التحرش بالفطرة



GMT 09:26 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

لعنة المومياوات

GMT 09:18 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

«اللي عمله ربنا مش هيغيره بشر»

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

صورة سامح شكري

GMT 09:56 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

داعش في موكب المومياوات!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon