توقيت القاهرة المحلي 15:22:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحرش بالفطرة

  مصر اليوم -

التحرش بالفطرة

بقلم : أمينة خيري

قبل أن ينْفَضَّ مولد طفلة المعادى والأستاذ المتحرش والناس «الكيوت» التى تخشى على «الرجل المحترم» من الفضيحة والبهدلة، وبغض النظر عما سيسفر عنه التداول الرهيب لمقطع الفيديو، أود الإشارة إلى عدد من النقاط. ما جرى فى مدخل العمارة يؤكد بما لا يدع مجالًا للهرى أو الهبد أو الرزع أن ما يشيعه البعض من أن «لبس البنت» أو السيدة هو ما يحدد مصيرها فى عالم التحرش فى شوارعنا كان هلاوس، لكنها الآن تستلزم العقاب لكل مَن يتفوه بها. الصغيرة- التى لا يزيد عمرها على عشر سنوات- كانت ترتدى طبقات من الملابس لتحمى جسدها النحيل الصغير جدًا من البرد.

بمعنى آخر، لم تبذل الطفلة جهدًا لإثارة شهوات الرجل المسكين الذى لا يملك من أمر شهواته شيئًا. والقول بأن المرأة عبارة عن عورات ينبغى وأدها تحت طبقات سميكة حتى لا تنشر الفسق والفجور، وأن الرجل عبارة عن مجموعة شهوات غير قابلة للسيطرة لأن «ربنا خلقه كده» ما هو إلا جهالة وقبح ومحاولات لتشبيه الإنسان بالحيوان، رغم أن العديد من الحيوانات يعبر عن شهواته الجنسية بشكل أرقى من ذلك. والقول بأن الرجال والشباب «يا ولداه»- الذين يتحرشون رغمًا عنهم بما تصادف مروره من كائنات أنثوية- هم ضحايا المغالاة فى المهور وزيادة البطالة وضيق ذات اليد هو قول باطل من ألفه إلى يائه. فالأستاذ- بطل الفيديو- وبحسب المعلومات المتوفرة، متزوج، أى غير محروم جنسيًا ولديه أطفال. وأقترح سَنَّ قانون يجرم مَن يحض على تبرير التحرش وتجميل الاغتصاب كأنهما وسيلة إشباع للفقراء والمحرومين.

ولابد من الإشارة إلى رد فعل صاحب المعمل ومعه ثلة من المواطنين الذين لا يرون فى هتك العرض الذى جرى مشكلة تستدعى الشوشرة، بل إن البعض وصل فى فُجره إلى درجة التكهن بأن الطفلة ربما اعتادت التحرش بها، ولو كان ما جرى لها قد أفزعها لهربت أو صرخت!! وهذا يعنى أن المرض المجتمعى صار خطيرًا. ثم نأتى إلى الصور المتداولة للأستاذ بطل الفيديو، والمأخوذة من حسابه على «فيسبوك»، فهو يفخر بوقوفه فى الحرم المكى الشريف، ويتحفنا بحفنة من الصور وهو يرفع يديه إلى السماء ولسان حاله: «شوفتونى وأنا مؤمن ومتدين؟»، وللإخوة الأفاضل الذين مازالوا يتمسكون بتلابيب ذابت وتهلهلت دفاعًا عن دين لم ولن يهينه أحد، أقول إن هذا تحديدًا هو النموذج الشائع فى صرعة التدين التى صرعت مصر منذ سبعينيات القرن الماضى. إنه التدين المظهرى البحت.

إنه التدين القائم على عذاب القبر ولبس المرأة وفقه النكاح وقواعد دخول الحمام وحتمية مقاطعة أو معاداة أو قتل المختلف. ودون أدنى مبالغة، نحن فى خطر أخلاقى بالغ. تدنت الأخلاق كثيرًا، وتضخمت المبررات المجرمة كثيرًا، وتوغل خطاب دينى لا يعنيه سوى شكل المؤمن كثيرًا، وبُحَّت أصواتنا كثيرًا مطالبة بالإنقاذ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحرش بالفطرة التحرش بالفطرة



GMT 09:26 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

لعنة المومياوات

GMT 09:18 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

«اللي عمله ربنا مش هيغيره بشر»

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

صورة سامح شكري

GMT 09:56 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

داعش في موكب المومياوات!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon