توقيت القاهرة المحلي 15:40:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ارتطام يناير الكبير

  مصر اليوم -

ارتطام يناير الكبير

بقلم : أمينة خيري

يمر غداً عقد كامل على اندلاع أحداث يناير 2011. هى سنوات أصعب من سنوات هزيمة يونيو 1967، وإحباط وتوتر سنوات ما بين الهزيمة ونصر أكتوبر 1973، وأشق من كوارث صنعها الإنسان منها، على سبيل المثال لا الحصر، «عبارة السلام» و«قطار الصعيد» وأخرى طبيعية من سيول وزلزال 1992. لماذا؟ لأنها تركت المصريين على حال تختلف قلباً وقالباً وعقلاً عما كانوا عليه. ففى كل ما مر على مصر وناسها من أحداث وحوادث وكوارث وأزمات، واجهها المصريون على قلب مصرى واحد. ظلت الرؤى والمواقف والآراء مختلفة ومتراوحة ومتنوعة بيننا، لكنه كان اختلافاً طبيعياً وخلافات عادية كتلك التى يموج بها أى مجتمع. لكن العقد الماضى، وما زخر به من أحداث توالت على رؤوسنا من «جمعات» (جمع جمعة) و«مليونيات» العيش والحرية والعدالة والغضب والتنحى والخلع والقصاص والدستور أولاً وحماية الثورة وهانزل التحرير مش حاسس بالتغيير، سرعان ما أعقبتها جمع كاشفة ومليونيات فاصحة إن لم تكن فاضحة لعمق الهوة حيث تطبيق الشريعة ومصر إسلامية والإسلام هو الحل واحكمونا بالقرآن وغيرها من الفعاليات التى اكتسبت لقب «قندهار» عن حق، أزالت الغطاء الذى ظل محكماً على دواخل المجتمع المصرى.

دواخل المجتمع المصرى وما يموج به منذ سبعينات القرن الماضى «طفح» على السطح خلال مجريات العقد الماضى بعد ما نجحت أحداث يناير 2011 فى إزالة الغطاء. وهذا الشىء الوحيد الذى نجحت فيه أحداث ثورة/ هوجة مؤامرة يناير 2011: إزالة الغطاء وكشف الدواخل. ماذا اكتشفنا؟ اكتشفنا أن المجتمع المصرى من ألفه إلى يائه لم يعد مجتمعاً مدنياً كما أنه ليس مجتمعاً دينياً، حتى وإن كان يحب أن يصف نفسه بذلك. هو «خلطبيطة» صارخة غير مسبوقة من الشىء وضده، والسمة وعكسها. واكتشفنا أن المجتمع لم يعد ينظر إلى التعليم باعتباره قيمة سامية، بل لكثرة العيال باعتباره قيمة أسمى. واكتشفنا أن جانباً عظيماً من موجات وجهود وضغوط التدين والالتزام لا تتعدى كونها تغيرات طرأت على المظهر مع الإبقاء على المحتوى «مخوخاً» مفرغاً. واكتشفنا أن موجات النهب والفساد والإهمال تركت آثاراً مجتمعية أقل ما يمكن أن توصف بها هو أنها فادحة. حتى السمة الجميلة التى يحلو لى تسميتها «وسيلة للبقاء على قيد الحياة» ألا وهى التنكيت والسخرية من النفس والأحوال، تحولت إلى وسيلة للهدم الذاتى والتقطيم المجتمعى.

تبدو الانكشافات والاكتشافات بائسة فى مجملها، لكنها فى واقع الأمر عظيمة. فلولا ما جرى فى نياير 2011، لظل الغطاء محكماً، ولظلت الدواخل تغلى وتضطرم بما فيها، ولظل حدوث الارتطام أو الانفجار الكبير مسألة وقت. حرى بنا أن نحتفى بالمناسبة، لكن ليس حرياً بنا تجاهل تفاصيلها، سواء اعتبرناها ثورة أو مؤامرة أو هوجة، إذ تبقى الارتطام الكبير ولكن مصغراً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتطام يناير الكبير ارتطام يناير الكبير



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon