توقيت القاهرة المحلي 16:10:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ارتطام يناير الكبير

  مصر اليوم -

ارتطام يناير الكبير

بقلم : أمينة خيري

يمر غداً عقد كامل على اندلاع أحداث يناير 2011. هى سنوات أصعب من سنوات هزيمة يونيو 1967، وإحباط وتوتر سنوات ما بين الهزيمة ونصر أكتوبر 1973، وأشق من كوارث صنعها الإنسان منها، على سبيل المثال لا الحصر، «عبارة السلام» و«قطار الصعيد» وأخرى طبيعية من سيول وزلزال 1992. لماذا؟ لأنها تركت المصريين على حال تختلف قلباً وقالباً وعقلاً عما كانوا عليه. ففى كل ما مر على مصر وناسها من أحداث وحوادث وكوارث وأزمات، واجهها المصريون على قلب مصرى واحد. ظلت الرؤى والمواقف والآراء مختلفة ومتراوحة ومتنوعة بيننا، لكنه كان اختلافاً طبيعياً وخلافات عادية كتلك التى يموج بها أى مجتمع. لكن العقد الماضى، وما زخر به من أحداث توالت على رؤوسنا من «جمعات» (جمع جمعة) و«مليونيات» العيش والحرية والعدالة والغضب والتنحى والخلع والقصاص والدستور أولاً وحماية الثورة وهانزل التحرير مش حاسس بالتغيير، سرعان ما أعقبتها جمع كاشفة ومليونيات فاصحة إن لم تكن فاضحة لعمق الهوة حيث تطبيق الشريعة ومصر إسلامية والإسلام هو الحل واحكمونا بالقرآن وغيرها من الفعاليات التى اكتسبت لقب «قندهار» عن حق، أزالت الغطاء الذى ظل محكماً على دواخل المجتمع المصرى.

دواخل المجتمع المصرى وما يموج به منذ سبعينات القرن الماضى «طفح» على السطح خلال مجريات العقد الماضى بعد ما نجحت أحداث يناير 2011 فى إزالة الغطاء. وهذا الشىء الوحيد الذى نجحت فيه أحداث ثورة/ هوجة مؤامرة يناير 2011: إزالة الغطاء وكشف الدواخل. ماذا اكتشفنا؟ اكتشفنا أن المجتمع المصرى من ألفه إلى يائه لم يعد مجتمعاً مدنياً كما أنه ليس مجتمعاً دينياً، حتى وإن كان يحب أن يصف نفسه بذلك. هو «خلطبيطة» صارخة غير مسبوقة من الشىء وضده، والسمة وعكسها. واكتشفنا أن المجتمع لم يعد ينظر إلى التعليم باعتباره قيمة سامية، بل لكثرة العيال باعتباره قيمة أسمى. واكتشفنا أن جانباً عظيماً من موجات وجهود وضغوط التدين والالتزام لا تتعدى كونها تغيرات طرأت على المظهر مع الإبقاء على المحتوى «مخوخاً» مفرغاً. واكتشفنا أن موجات النهب والفساد والإهمال تركت آثاراً مجتمعية أقل ما يمكن أن توصف بها هو أنها فادحة. حتى السمة الجميلة التى يحلو لى تسميتها «وسيلة للبقاء على قيد الحياة» ألا وهى التنكيت والسخرية من النفس والأحوال، تحولت إلى وسيلة للهدم الذاتى والتقطيم المجتمعى.

تبدو الانكشافات والاكتشافات بائسة فى مجملها، لكنها فى واقع الأمر عظيمة. فلولا ما جرى فى نياير 2011، لظل الغطاء محكماً، ولظلت الدواخل تغلى وتضطرم بما فيها، ولظل حدوث الارتطام أو الانفجار الكبير مسألة وقت. حرى بنا أن نحتفى بالمناسبة، لكن ليس حرياً بنا تجاهل تفاصيلها، سواء اعتبرناها ثورة أو مؤامرة أو هوجة، إذ تبقى الارتطام الكبير ولكن مصغراً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتطام يناير الكبير ارتطام يناير الكبير



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon