توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدنية القنبلة السكانية

  مصر اليوم -

مدنية القنبلة السكانية

بقلم : أمينة خيري

حين تتحدث بما يجول فى عقلك ويتشبث به قلبك، فإن كلامك يجد صدى لدى سامعه. أما إن تحدثت بعكس ما يجول فى عقلك وقلبك، فإن كلامك والعدم سواء، حتى لو صحت وبكيت نفرت العروق فى جبهتك. تخيل معى رجل دين يتحدث عن قيم وأفكار تقف على طرف نقيض مما نشأ عليه وتعلمه على أيادى مشايخ سبقوه، وآمن به وروج له على مدار عقود، سواء من أعلى المنبر أو بعد نزوله من عليه. هل ستجد كلماته قلوباً وعقولاً مستقبلة أم متشككة أم متسائلة؟!.. هذه المعضلة هى واحدة ضمن آلاف المعضلات التى تنجم عن الخلطة الجهنمية حيث الدين بالسياسة بالاقتصاد بالفيزياء بالاجتماع بالخلفة بالعيال بالتكاتك بالفقر وهلم جرا. للمرة المليون بعد التريليون، إن أردناها دولة مدنية (والمدنية تختلف عن الكافرة أو الفاسقة) فلتكن، وإن أردناها دولة دينية فلنعلن ذلك صراحة حتى يهدأ الجميع فتهنأ جماعات الإسلام السياسى والتكفير والهجرة وداعش وأبناء عمومتها وكل من تربى فى كنفها، ويتوقف أولئك الذين يبحون أصواتهم مطالبين بفصل هذا عن ذاك، مع تعرضهم للسب والشتم من قبل أتباع نسخة الدين التى هبت علينا فى سبعينات القرن الماضى. القنبلة السكانية آخذة فى الانفجار فى وجوه الجميع، لكن أكثر المتضررين ليسوا الشظايا السكانية الناجمة عن الانفجار.

أكثرهم تأثراً هم الفرق الممولة لعمليات ضخ العيال، وعلى رأسها الدولة ومعها دافعو الضرائب ممن اكتفوا بطفل أو طفلين لكن فوجئوا بأموال ضرائبهم تخصص لدعم من اختاروا أن يتخذوا من عيالهم أرقاماً تدر بضعة جنيهات إضافية، أو من تعرضوا للنصب الفكرى والاحتيال الثقافى وآمنوا بأن الله لا يطلب من عبده المؤمن إلا ضخ أكبر كم ممكن من العيال دون النظر إلى الكيف. أقدر تماماً وأحترم جهود وزارة الأوقاف الثمينة والتى تقابل بحروب ضارية بعضها تحت الحزام والبعض الآخر فوقه. لكن معضلة القنبلة السكانية وعمليات ضخ العيال دون هوادة، ليست فقط خطبة جمعة أو تنويهاً توعوياً أو برنامجاً تلفزيونياً.

إنها معضلة فكر تحجر وتكلس وصدأ منذ عقود قام بها البعض مع سبق الإصرار والترصد. هذا التحجر يحتاج فى رأيى المتواضع ذراعين علاجيتين: الأول جراحية موجعة نسبياً لكنها تؤتى نتائج سريعة ومضمونة، والثانية باطنية تعمل على مداواة المرض بالعلاج على المدى الطويل. وهذه الأخيرة آثارها تدوم وتعمل على علاج المرض وليس العرض. من يقرر أن ينجب أربعة وخمسة وسبعة عيال عليه أن يتحمل مسؤوليتهم. وحيث إن الإنجاب حرية شخصية، فليكن أهلاً لها. والقانون يحمى الحريات الشخصية، بما فى ذلك من قرر الاكتفاء بطفل أو طفلين ثم فوجئ بأموال ضرائبه تخصص لتمويل صاحب الخمس عيال. وفى الوقت نفسه، تعمل الذراع العلاجية على تعديل المنظومة الفكرية للإنجاب عبر التعليم وتمكين المرأة واحترام التخصصات فى الدين والعلم والاقتصاد والاجتماع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدنية القنبلة السكانية مدنية القنبلة السكانية



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon