توقيت القاهرة المحلي 06:55:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صالح «كورونا» العام

  مصر اليوم -

صالح «كورونا» العام

بقلم : أمينة خيري

الخير الذى تدفق على أيادى «كورونا» غير مسبوق. والجانب الإنسانى الذى ظننا أنه تبخر فى هواء الحياة العملية، وعصفت به رياح الرأسمالية والمطاحنات الاقتصادية هو البطل الحقيقى فى وباء «كوفيد- 2019». والكشف المضىء والعمل الجليل والإنجاز العظيم الذى يقدمه لنا هذا الفيروس اللعين هو أن المواطن العادى فى كل بقعة من بقاع الكوكب مازال يحتفظ بجوهر البشرية ألا وهو التعاطف والحب غير المشروط وتمنى الخير غير المرتبط بالعرق والجنس واللون والمعتقد.

بالطبع هناك استنثاءات. لكن حتى الاستثناءات كاشفة ومبهرة. المؤكد أن هناك من يدعو الله أن ينجيه وأمة اليهود، أو ينقذه وأمة المسيحيين، أو يأخذ بيده وأمة المسلمين، أو يكتب له السلامة وأمة بوذا، أو ينجو بنفسه وأمة الهندوس، أو يفلت من الوباء وأمة السيخ وهلم جرا. وهناك من يحاول أن يحافظ على ما لقنوه من كراهية وما زرعوا فيه من فوقية وما زرعوا فيه من أفكار شعبوية دينية أقنعته بأنه وحده الموعود بالجنة والمحجوز له صكوك المغفرة، فيدعو علناً «أتمنى النجاة للبشرية خصوصاً أمة السيخ أو جماعة الكونفوشيوسيون»، لكن يبقى ما فى القلب فى القلب.

والقلب هو ما يعنينا فى هذه الأزمة الأممية. فبدءاً بالسياسات المختلفة التى اتبعتها الدول لمواجهة الوباء، وما يكتنفها من عوامل أخلاقية أو يراها البعض تفتقد الأخلاقية، خذ عندك مثلاً مفهوم مناعة القطيع فى بريطانيا، مروراً بدور الطواقم الطبية المتفانية رغم شح الإمكانات المتاحة لها بما فيها بديهيات الكمامات، وانتهاء بطواقم المتبرعين بالوقت والمجهود والمخاطرة من المواطنين العاديين، لا سيما الشباب من الجنسين لمساعدة غير القادرين على التسوق مثلاً، تكشف الشعوب (باستثناء أولئك الذين يختصون أنفسهم بالدعاء) عن وجهها الإنسانى المتوحد تماماً تحت راية الخطر الواحد.

الخطر الواحد الذى وحد المليارات ممن احتفظوا بقلوبهم البشرية غير المفرقة بين مسلم ومسيحى وبوذى كشف عن وقوف الشعوب على جبهة مغايرة لتلك التى تقف عليها السياسة والساسة والمصالح الاقتصادية وتناحرات الهيمنة والسيطرة سواء بدافع القوى العظمى أو جماعات البارانويا الدينية. الأمر هنا لا يتعلق بما تتخذه حكومات الكوكب من إجراءات، لكنه يتعلق بإماطة الأتربة والصدأ والشوائب التى علقت بالبشر بفضل هذا الفيروس.

الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان فى مقاله فى نيو يورك تايمز يوم 24 الجارى يسأل صديقه الأستاذ فى جامعة هاردفارد والفيلسوف السياسى مايكل ساندال عن مفهوم الصالح العام الذى بزغ فى زمن كورونا، فقال: الصالح العام يعنى كيف نعيش معاً فى مجتمع ما. هو يتعلق بالمثل الأخلاقية التى نسعى إليها، والفوائد والأعباء التى نتشاركها، والتضحيات التى نقدمها لبعضنا البعض، والدروس التى نتعلمها حول كيفية العيش بطريقة كريمة. كل ما سبق بعيد تماماً عما نراه فى عالم السياسة. وعموماً، يبقى مفهوم الصالح العام كغيره من المثل الأخلاقية قابلاً للنقاش والاختلاف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صالح «كورونا» العام صالح «كورونا» العام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon