توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزواج والقدوة والحرية

  مصر اليوم -

الزواج والقدوة والحرية

بقلم : أمينة خيري

الكارثى فى زواج أحد «الدعاة الجدد» وفنانة ليس الزواج، فهذا حق أصيل لكليهما.. ولا أن يتزوج «رجل دين» بفنانة، إذ يفترض أن الدين جمال ورقى وكذلك الفن.. الكارثى هو أن يقدم كل منهما نفسه باعتباره نموذجًا دينيًا يحتذى. وأقصد تحديدًا مراحل «التزام» الفنانة من حجاب إلى نقاب ثم حجاب، وذلك قبل أن تتخلص من هذا وذاك. إنها حريتها الشخصية الكاملة فى أن تتأرجح بين كل ما سبق. لكن أن تعتقد أو يعتقد آخرون أنها بتحولها إلى مجال «الالتزام» المظهرى أصبحت قدوة، وأن من لا ترتدى حجابها أو خمارها أو نقابها مثلها فهى درجة أدنى، فتتحول كل أنثى فى مصر إلى أنثى درجة أولى لأنها ترتدى ملابس بعينها دون النظر إلى سلوكها أو أخلاقها أو أدائها لعملها، فهذا ضحك على الذقون بالذقون.. ثم نأتى إلى نجم «الدعاة الجدد» الذى ينتهج كغيره نهج «الحلوى المكشوفة الرخيصة، والحلوى المغلفة الغالية الثمينة التى تحتفظ بحلاوتها للذوّاق الذى يستحق، والذى ساهم مع المئات غيره فى قلب منظومة الأخلاق المصرية رأسًا على عقب، حيث المظهر سيد الساحة وبطاقة القبول».

وللعلم، فإن الأنثى المصرية التى لم تعد تلتزم بمعايير النسخة الثقافية التى استوردناها واعتنقناها منذ السبعينيات، ثم أدخلنا عليها لمساتنا الشعبوية المصرية، حيث «كُل اللى يعجبك والبس اللى يعجب الناس» مع كثير من الحشرية- صارت منبوذة فى المجتمع، وذلك باستثناء أولئك اللاتى يلتزمن العيش فى فقاعات سكنية واجتماعية من العمل للكومباوند للنادى للكومباوند مجددًا. هذا النبذ والنظرة الدونية والـ«بسبسة» والـ«هسهسة» التى تحوى شتائم مغلقة بحوقلات واستعاذة بالله من الشيطان الرجيم من هذه «العارية» (لأنها لا تغطى شعرها) هى نتاج مثل هذا «الداعية» وغيره على مدار نصف قرن من زرع الفتنة والكراهية واحتكار الدين لأنفسهم. ورغم ذلك، فبين أولئك «الدعاة» من لا يجد حرجًا فى التخصص فى «الحلوى المكشوفة» التى نهى المصريين عنها. والمصيبة أن هناك من يجرؤ على شجب من يجاهر بانتقاد «الدعاة» من مؤسسى مدرسة الحلوى المغلفة الذين ينتهجون فى حياتهم ومتعهم الشخصية نهج الحلوى المغلفة.

هناك خط رفيع بين الحرية الشخصية والدفاع عنها وحمايتها من المتطفلين والحشريين من جهة، وبين الثورة والاعتراض وانتقاد أولئك الذين أفسدوا عقول الناس وخربوها وجرفوها باسم الدين، ولا يجدون حرجًا فى خوض حياتهم بالأسس التى أزاحوها وصوروها للملايين باعتبارها فسقًا وفجورًا وابتعادًا عن الدين. مصيبة أخرى فى مسألة «دعاة الحلوى المكشوفة» ومن يدافع عن حريتهم الشخصية وأنهم يتزوجون على سنة الله ورسوله (ص)، هل هذا هو مفهوم الزواج فى الدين.. أن تتزوج «مُزّة» كل كام شهر على سنة الله ورسوله (ص)؟.. ألا يساهم أولئك فى تأكيد الصورة المغلوطة باعتبار الزواج مجرد ورقة لإتاحة النكاح باعتباره «إباحة الوطء» فقط لا غير؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزواج والقدوة والحرية الزواج والقدوة والحرية



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon