توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزواج والقدوة والحرية

  مصر اليوم -

الزواج والقدوة والحرية

بقلم : أمينة خيري

الكارثى فى زواج أحد «الدعاة الجدد» وفنانة ليس الزواج، فهذا حق أصيل لكليهما.. ولا أن يتزوج «رجل دين» بفنانة، إذ يفترض أن الدين جمال ورقى وكذلك الفن.. الكارثى هو أن يقدم كل منهما نفسه باعتباره نموذجًا دينيًا يحتذى. وأقصد تحديدًا مراحل «التزام» الفنانة من حجاب إلى نقاب ثم حجاب، وذلك قبل أن تتخلص من هذا وذاك. إنها حريتها الشخصية الكاملة فى أن تتأرجح بين كل ما سبق. لكن أن تعتقد أو يعتقد آخرون أنها بتحولها إلى مجال «الالتزام» المظهرى أصبحت قدوة، وأن من لا ترتدى حجابها أو خمارها أو نقابها مثلها فهى درجة أدنى، فتتحول كل أنثى فى مصر إلى أنثى درجة أولى لأنها ترتدى ملابس بعينها دون النظر إلى سلوكها أو أخلاقها أو أدائها لعملها، فهذا ضحك على الذقون بالذقون.. ثم نأتى إلى نجم «الدعاة الجدد» الذى ينتهج كغيره نهج «الحلوى المكشوفة الرخيصة، والحلوى المغلفة الغالية الثمينة التى تحتفظ بحلاوتها للذوّاق الذى يستحق، والذى ساهم مع المئات غيره فى قلب منظومة الأخلاق المصرية رأسًا على عقب، حيث المظهر سيد الساحة وبطاقة القبول».

وللعلم، فإن الأنثى المصرية التى لم تعد تلتزم بمعايير النسخة الثقافية التى استوردناها واعتنقناها منذ السبعينيات، ثم أدخلنا عليها لمساتنا الشعبوية المصرية، حيث «كُل اللى يعجبك والبس اللى يعجب الناس» مع كثير من الحشرية- صارت منبوذة فى المجتمع، وذلك باستثناء أولئك اللاتى يلتزمن العيش فى فقاعات سكنية واجتماعية من العمل للكومباوند للنادى للكومباوند مجددًا. هذا النبذ والنظرة الدونية والـ«بسبسة» والـ«هسهسة» التى تحوى شتائم مغلقة بحوقلات واستعاذة بالله من الشيطان الرجيم من هذه «العارية» (لأنها لا تغطى شعرها) هى نتاج مثل هذا «الداعية» وغيره على مدار نصف قرن من زرع الفتنة والكراهية واحتكار الدين لأنفسهم. ورغم ذلك، فبين أولئك «الدعاة» من لا يجد حرجًا فى التخصص فى «الحلوى المكشوفة» التى نهى المصريين عنها. والمصيبة أن هناك من يجرؤ على شجب من يجاهر بانتقاد «الدعاة» من مؤسسى مدرسة الحلوى المغلفة الذين ينتهجون فى حياتهم ومتعهم الشخصية نهج الحلوى المغلفة.

هناك خط رفيع بين الحرية الشخصية والدفاع عنها وحمايتها من المتطفلين والحشريين من جهة، وبين الثورة والاعتراض وانتقاد أولئك الذين أفسدوا عقول الناس وخربوها وجرفوها باسم الدين، ولا يجدون حرجًا فى خوض حياتهم بالأسس التى أزاحوها وصوروها للملايين باعتبارها فسقًا وفجورًا وابتعادًا عن الدين. مصيبة أخرى فى مسألة «دعاة الحلوى المكشوفة» ومن يدافع عن حريتهم الشخصية وأنهم يتزوجون على سنة الله ورسوله (ص)، هل هذا هو مفهوم الزواج فى الدين.. أن تتزوج «مُزّة» كل كام شهر على سنة الله ورسوله (ص)؟.. ألا يساهم أولئك فى تأكيد الصورة المغلوطة باعتبار الزواج مجرد ورقة لإتاحة النكاح باعتباره «إباحة الوطء» فقط لا غير؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزواج والقدوة والحرية الزواج والقدوة والحرية



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon