توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفلوت والإرهاب والعشوائيات

  مصر اليوم -

الفلوت والإرهاب والعشوائيات

بقلم : أمينة خيري

أعرف عازفة الفلوت العالمية إيناس عبدالدايم. ليست معرفة شخصية، لكنها معرفة الطاقة الإيجابية والنموذج والقدوة. كنت أتابعها كعازفة مصرية صارت عالمية على مدار سنوات كثيرة فيخبرنى عزفها وثقتها وفنها أن المرأة المصرية ليست «كوم محرمات» كما يدعون أو «مجموعة من العوامل المثيرة للشهوات» كما يروجون.

إنها القوية الناجحة المتميزة الواثقة فى قدراتها والنموذج المحتذى لغيرها من النساء وكذلك الرجال. أما إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، فأعرفها أيضاً، وهى ليست معرفة شخصية كذلك. لكنها معرفة تقتصر على متابعة تصريحاتها بين الحين والآخر، والإعجاب المستمر بمنظومة دار الأوبرا وما تقدمه لـ«فئة» من الناس بشكل محترم. وأعترف أن جانباً من تعلقى بدار الأوبرا يكمن فى أنها من المنظومات القليلة جداً جداً جداً التى نجت من السلفنة والهوس بالمظاهر الدينية. لم تتسلفن الدار أو يتغلب عليها هوس الدين الجديد الذى غزا مصر فى السبعينيات. وهذا لو تعلمون إنجاز عظيم. ورغم ذلك أشعر أن فى مقدور وزيرة الثقافة الفنانة المحترمة أن تتوسع فى منظومة دار الأوبرا بشكل أكبر وأعمق. فحتى اللحظة، مازالت عروض الأوبرا وما تتبعها من مسارح مقتصرة على قلة قليلة جداً من المصريين. وإتاحة وصول عمليات التطهير الفنى إلى عدد أكبر وأشمل من المواطنين القابعين فى قاعدة الهرم الاجتماعى لن تتم عبر نقل العروض على شاشة التليفزيون، أو حتى تخفيض أسعار التذاكر بين وقت وآخر. لكنها ستكون عبر انتقال الأوبرا إلى هؤلاء المواطنين فى عقر دارهم. مدركة تماماً للقيود الأمنية والوبائية، لكن مدركة أيضاً وواثقة فى قدرات الدولة على تنظيم إتاحة عمليات الإفاقة الثقافية والتطهير المعرفى بشكل لا يعرض الأمن للخطر ولا يرشح الوباء لمزيد من الانتشار.

يخبرنا الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن لدينا ثروة متمثلة فى 774 ناديا فى مختلف المدن المصرية و471 مركز شباب فى المدن، والأهم من كل ما سبق، 3903 مراكز شباب فى القرى. وأظن أن التعاون لا يمكن إلا أن يكون وثيقاً وقريباً وعميقاً بين وزارتى الثقافة والشباب والرياضة. أليست هذه الكلمات الثلاث داء مصر ودوائها؟! أليس الشباب هم تلك الفئة التى تمثل نحو 62 فى المائة من الشعب؟ أليست هذه هى الفئة الأكثر عرضة للغضب واليأس والإحباط؟ أليست هذه هى الفئة التى يخرج منها الإرهابيون الجدد والمتشددون الجدد والمتسلفنون الجدد؟ أليست هذه هى الفئة التى لو لم يتلقفها العلم والفن والثقافة والإبداع، سيتلقفها حتماً الجهل والخرافة والهسهس وفنون إلغاء العقل؟ المؤكد أن هناك سبلا لوصول الفنون والمعارف والمدارك إلى عقر دار المصريين بعد ما وصلت المساكن الآدمية لهم. انتقال الناس من العشوائيات السكنية والفكرية إلى هذه التجمعات السكنية الرائعة الجديدة يعنى شهادة وفاة لهذه التجمعات وولادة لعشوائيات جديدة ولكن فى بيوت آدمية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلوت والإرهاب والعشوائيات الفلوت والإرهاب والعشوائيات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon