توقيت القاهرة المحلي 06:54:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللجوء إلى سوريا

  مصر اليوم -

اللجوء إلى سوريا

بقلم:أمينة خيري

من كان يتصور أن تتحول سوريا إلى ملجأ للبنانيين وجنسيات أخرى هربا من حرب الشرق الأوسط المشتعلة منذ السابع من أكتوبر الماضى؟ نازحون هاربون من ويلات القصف والحرب وتهديداتها من لبنان إلى سوريا. جملة كانت أقرب ما تكون إلى الوهم والخيال حتى أيام قليلة مضت. لكنها اليوم واقع لا ريب فيه.

تكبدت سوريا ويلات حرب ليست أهلية، بل متعددة الجنسيات متشعبة الأيديولوجيات متضاربة الأهواء على مدار ما يزيد على عقد كامل. ما بدأ باعتباره ثورة على الظلم والفساد والقمع، والمطالبة بالحرية والكرامة والخبز على أيدى «ناشطين»، تحول إلى صراع مسلح مرير ضلعت فيه عشرات الجماعات المسلحة وأشباه الجيوش والميليشيات، ناهيك عن تحول أرجاء سوريا إلى فناء خلفى لدول كبرى وصغرى تتناحر، سواء مباشرة أو عبر وكلائها، على مصالحها على جثامين السوريين.

نحو ٣٠٧ آلاف سورى قضوا فى الصراع منذ نشوب «الثورة» فى مارس ٢٠١١ وحتى عام ٢٠٢٢، وذلك بحسب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. هذا العدد يعادل واحدا ونصف بالمائة من مجموع سكان سوريا قبل الحرب. كما أنه لا يشمل الوفيات غير المباشرة الناجمة عن الحرب، أى من قضوا مثلاً لعدم قدرتهم على الحصول على دواء أو خدمة صحية طارئة أو النزوح فى البرد القارس وغيرها.

أعداد الميليشيات وأشباه الجيوش والجماعات «الإسلامية» المسلحة التى قاتلت فى سوريا أكثر من أن يتم ذكرها فى مقال. ألوية وجبهات وهيئات وكتائب لا حصر أو أصل معروف لها، لدرجة أن هناك «طالبان باكستان» و«جماعة الإمام البخارى» و«كتيبة سلطان باشا الأطرش» و«غرفة عمليات وحرض المؤمنين» ومئات منها انخرط جميعها فى القتال على أجساد السوريين وفى بيوتهم وعلى حساب حاضرهم ومستقبلهم.

وكما يحدث فى غزة، وكما يجرى فى لبنان (والقوس مفتوح) ترى من يتهمك بالخنوع والذل والاستسلام لأنك ضد «المقاومة» وتعادى «الثورة» وتعشق الظلم والطغيان وتتغاضى عن الحقوق المسلوبة وترضى بالأنفس المكسورة.

وبينما يمر ما يزيد على ٣٠٠ ألف شخص من لبنان إلى سوريا فى أسبوع واحد، مع توقعات شبه مؤكدة بزيادة الأعداد فى الأيام القليلة المقبلة، نتذكر جبهة الدفاع عن الحرب، أى حرب، والفوضى باسم الحرية، والقتل والخراب والدمار باعتبارها ثمنا بخسا فى سبيل الحرية. لكن المثير أن الغالبية المطلقة ممن يؤمنون بذلك، أو يروجون له، هم من القابعين خلف الشاشات، أو على أقل تقدير، هم يفتوننا فى ذلك بينما تفصل بيننا وبينهم آلاف الأميال.

فى خضم أحداث يناير ٢٠١١، وبعد ما أيقن البعض أن الميدان يستعد للوقوع فى قبضة جماعات الإسلام السياسى، وأن المسألة ليست عيشا وحرية، إذا بالمفتيين عبر البحار والمحيطات يطالبوننا بالتسليم لـ«دعاة الحرية» حتى وإن كانوا «تجار حرب وسلطة».

وأعود إلى سوريا التى أصبحت ملجأ لآلاف اللبنانيين والسوريين ممن هربوا من «الثورة السورية» إلى لبنان والقادم أكثر دلالة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللجوء إلى سوريا اللجوء إلى سوريا



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon