توقيت القاهرة المحلي 20:07:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشرطة المجتمعية الثقافية

  مصر اليوم -

الشرطة المجتمعية الثقافية

بقلم : أمينة خيري

حتى يتوقف أفراد المجتمع عن الاستغراق والإغراق والاستمتاع بالقيام بدور هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لابد أن يتوافر عاملان مهمان: الأول هو إرادة سياسية قوية وجريئة من الدولة بأن يتوقف الأفراد عن القيام بهذا الدور، والثانى، وهو الأصعب، هو عملية تطهير الأمخاخ التى خضعت لفيروسات ثقافية مركزة وممنهجة وموجهة على مدار ما يزيد على نصف قرن، وقبلها أربعة عقود هى فترة «الإحماء» لحقن الناس بفيروسات جماعات الإجرام السياسى ممثلة فى جماعة الإخوان.

سكان عمارة معترضون على قيام البعض بإطعام قطط الشارع فيؤنبون جيرانهم باستخدام آيات قرآنية وأحاديث نبوية. فتيات يقدمن مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعى فيهب المجتمع مطالبًا بإقامة الحد عليهن لأنهن فسقفن وفجرن. ممثلة ترتدى فستانًا يقلق مضجع البعض فيهرع محام لرفع قضية عليها لأنها تهدد العادات وتعرض التقاليد للخطر وتضع الدين والمتدينين فى مهب الريح. يتلقى المسجد شكوى من بعض الجيران بأن مكبرات الصوت أعلى بكثير مما ينبغى، وأن صوت المؤذن أجش ونشاز، وأن الصلوات الجهرية يتم بثها عبر المكبرات مسبوقة بالقرآن الكريم، فيعتبر المصلون ذلك ازدراء للصلاة وتضييقًا على المصلين. ترتدى إحداهن فستانًا عاديًا مثلما كان شائعًا فى مصر قبل ظهور النسخة المستحدثة من التدين فيستدعى ذلك شتمًا على أسس دينية من المارة وسبًا على قواعد إيمانية من قادة السيارات وتحرشًا من المتحرشين، وأمثلة «الشرطة المجتمعية» أكثر من أن يتم حصرها أو سردها.

وأغلب الظن أن الخراب الثقافى الذى حط علينا ونال منا على مدار عقود طال كل فئات المجتمع، وهو ما يجعل مواجهة فكر تنصيب أنفسنا أعضاء فاعلين فى جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أمرًا بالغ الصعوبة.

ويقول المثل الشعبى: أبوها راضى وأنا راضى مالك أنت ومالنا يا قاضى! بمعنى آخر، القاعدة العريضة من الناس بأطيافهم وفئاتهم وشتى وظائفهم ومهنهم سعداء وراضون ومستمتعون بهذا الدور اللطيف، والواقع عليهم فعل الأمر بما تراه العامة معروفًاً لا حول لهم أو قوة أمام هذه الخيبة القوية العارمة.

القوة الوحيدة القادرة على «صنفرة» المفاهيم هى تحالف العلم والتفكير النقدى وسيادة القانون، والتى يجرى مناصبتها العداء من قبل المتشبثين بشيوع الشرطة المجتمعية الثقافية وفى أقوال أخرى «الدينية». هذه القوة يجرى محاربتها بضراوة لأننا بتنا نعتقد أن المجتمع القريب من الله هو الذى يشهر فيه الشعب المتدين بالفطرة أسلحة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى وجوه بعضهم البعض، وكذلك لأن تحالف العلم والقانون من شأنه أن يطيح بتحالفات أخرى وقوى ظلامية عديدة تهيمن على الأدمغة وتسيطر على الساحة الشعبية. إذن، المقاومة ستكون عنيفة، والحرب ستظل غير متكافئة، حيث فريق يرد بالعقل والمنطق والقانون، والآخر نجح فى تقديم نفسه باعتباره مقدسًا، وبالتالى فإن محاربته فسق، وفضح فراغه فجور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرطة المجتمعية الثقافية الشرطة المجتمعية الثقافية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon