توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استدعاء روح 1952

  مصر اليوم -

استدعاء روح 1952

بقلم : أمينة خيري

فى الذكرى الـ68 لثورة يوليو 1952 نحن فى أمس الحاجة لاستدعاء روح الشعب فى ظل حكم الراحل جمال عبدالناصر. درسنا أسباب الثورة وأهدافها، وتابعنا- سواء بالحكى أو التوثيق أو المعايشة- أجواء ما بعد الثورة حتى وفاة الزعيم. أحداث وحوادث وعزة وكرامة وحرب وانكسار وإصرار على الاستمرار، وتحول كلى فى نمط الاقتصاد والملكية والطبقية، وزرع مفهوم جديد للتعليم وإتاحته للجميع ورفعة قيمة العمل وهيمنة الأمل المبنى على قدرات أبناء الوطن. اليوم لا يهم إن كنا من محبى الملكية أو رافعى راية الجمهورية. ولن يفرق إن كنا من ذوى الأملاك والأطيان أو كنا موظفين وعمالاً أو حتى عاطلين عن العمل. ولن يؤثر كثيراً إن كنا ناصريين أو ساداتيين أو مباركيين أو غير مكترثين بالسياسة وأهلها. لكن ما يهم أن نكون على يقين بأننا فى أمس الحاجة لاستدعاء روح شعبية كتلك التى كانت سائدة فى منتصف خمسينيات وستينيات القرن الماضى.

إنه الأمل المبنى على أرض الواقع، حيث لا أحلام خيالية بأن نستيقظ ذات صباح لنجد باب الشعرية بيفرلى هيلز، أو ميدان المطرية بلازا مايور. كان أملاً واقعياً لمعرفتنا أن البناء عملية صعبة، لكننا أهل لها. الأجواء الشعبية فى سنوات ناصر- لاسيما سنوات ما قبل يونيو 1967- اجتمعت على مصلحة شعب واحد. صحيح كان هناك خاسرون لأملاك أسرهم ومكانتهم الاجتماعية، لكن القاعدة العريضة من الشعب كانت على يقين بأن القادم أحلى وإن كان صعباً.

هذه القاعدة لم ترتكن على مبدأ «يه تشتغل كتير لما ممكن تشتغل قليل؟»، كما لم تُعلِ راية الأعمال الهامشية العشوائية ذات الدخل المرتفع نسبياً والتى لا مستقبل لها، والمعتمدة على الفهلوة والسمسرة وبيع الهواء المعلب. شهدت هذه السنوات إيمان القاعدة العريضة من المصريين بأن غداً أفضل وأنه سيكون من صنع أيديهم، لا بأموال المعونة أو أعمال السمسرة أو الدعاء على الأعداء والحسبنة على العوازل.

صحيح أن 68 عاماً تعنى حدوث تغيرات كبرى وتحولات لا حصر لها. تغيرت التركيبة السكانية والأحداث العالمية والسياسات الداخلية، وجرى ما جرى من أخطاء وإنجازات فى عهدى الراحلين السادات ومبارك. والأهم من ذلك أننا دخلنا بكل قوتنا عصر الثورة الرقمية، وبات الموبايل وما يحويه من معلومات صحيحة أو خاطئة، وأحلام قابلة للتحقق أو عصية عليه، وتفسيرات للأحداث معتمدة على الصدق أو التضليل، ووعود بالازدهار قائمة على حقائق أو خيالات فى يد الملايين.

وإذا أضفنا إلى ذلك التغيرات الاجتماعية والثقافية والنفسية الكبرى التى طرأت علينا، نقول إننا جميعا نحتاج استدعاء الروح الشعبية السائدة بعد ثورة يوليو، سواء كنا من أنصارها أو معارضيها. هذه الروح لا تعرف الفرق بين متدين جداً أو متدين نصف نصف، أو منظر فيسبوكى أو رافع شعار «اللهم هجرة». إنها روح مصرية خالصة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استدعاء روح 1952 استدعاء روح 1952



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon