توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا والأمور الكاشفة

  مصر اليوم -

ليبيا والأمور الكاشفة

بقلم : أمينة خيري

حتى أشهر قليلة مضت، كان البعض يسخر من الأصوات المحذرة مما يجرى فى ليبيا وأثر ذلك على مصر. وحتى أيام قليلة مضت، كان هذا البعض يعتبر اهتمام الدولة المصرية بمجريات الأمور على حدودها الغربية تدخلًا فيما لا يعنيها. وإمعانًا فى إنعاش الذاكرة، علينا ألّا ننسى أو تُنسينا الأحداث الجسام على مدار العقد الماضى ما نقلته وبثته وسائل إعلام الكوكب من «احتفالات» «الشعب الليبى» يوم 20 أكتوبر عام 2011 بـ«نهاية الطاغية» و«موت الديكتاتور» وبدء الشعب الليبى صفحة جديدة من العزة والكرامة والرفاه! ولا ننسى أن صوتًا واحدًا لم يصدر حول مدى «إنسانية» قتل القذافى على الهواء مباشرة على أيادى «الثوار»، والفرحة العارمة بدمائه السائلة، وما قيل عن عرض جثمانه فى سوق للحوم بعد ذلك. الغريب أن مبادئ حقوق الإنسان، التى تعلمنا أنها لا تُجزَّأ، والتى لا تسمح باستثناءات ولو كانت للثأر أو الانتقام أو التشفِّى، لم يتحدث عنها أحد. ونعود إلى عام 2020 وما شهدته الأشهر الماضية من «احتلال» تركى لأراضٍ فى ليبيا، وصمت دولى سياسى وإعلامى، باستثناءات بسيطة. والأدهى من ذلك أننا رأينا بعض «الثوار» فى دول شتى من دول «الربيع العربى» يتباهون بصورة الرئيس التركى أردوغان على صورة البروفايل الخاصة بصفحاتهم العنكبوتية. والأغرب أن أحدًا- باستثناءات معروفة- لم يرَ الوجود التركى فى ليبيا، والمصحوب بتوافد المرتزقة من «ثوار» دول أخرى على أراضيها، «عدوانًا» أو «احتلالًا» أو «استعمارًا». والأدهى من ذلك أن بعض المؤسسات الإعلامية الغربية العريقة- التى تعلمنا على أياديها أسس المصداقية وقواعد الموضوعية- تعاملت مع التحركات التركية فى ليبيا مثلما تعاملت لجنة الممتحنين مع «مرجان أحمد مرجان»، فبدلًا من تحقيقات «التدخلات الخارجية» واستقصاءات «حقوق الإنسان المنتهكَة» وتقارير «لماذا تتدخل دولة أ عنوة وغصبًا فى دولة ب؟»، وجدنا تغطيات أقرب ما تكون إلى السؤال الذى تم توجيهه إلى «مرجان»: «هواط إيز يور نايم؟»، واليوم، وفى ضوء التطورات التى يُفترض أن تكون إيجابية، حيث البيانات الصادرة عن المجلس الرئاسى ومجلس النواب هناك بوقف إطلاق النار والعمليات العسكرية، ونظرة سريعة على التغطيات الإعلامية بأنواعها، تجد نبرة «خيبة أمل» فى بعض المنصات الإعلامية الشهيرة فى دول رأت اهتمام مصر بما يجرى فى ليبيا «تدخلًا فى شؤون ليبيا الداخلية»، بينما اعتبرت الاحتلال التركى والمرتزقة المستوردين من دول أخرى «تحركات سياسية مفهومة». ونرى كذلك غوصًا من قِبَل آخرين ممن يرون الإخوان فصيلًا وطنيًا وجماعة سلمية فيما إذا كان «السراج» قد اتصل بالرئيس السيسى بالفعل وشكره أم لا. لا وقف إطلاق النار الدائر على مدار عقد يعنيهم، ولا آفاق ما سيجرى فى ليبيا يشغلهم، ولا عيش الشعب الليبى وحريته وعدالته الاجتماعية تداعب تحليلاتهم السياسية. إنها أمور لو تدرون كاشفة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا والأمور الكاشفة ليبيا والأمور الكاشفة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon