توقيت القاهرة المحلي 03:33:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وأنت الشهادة لله يا كمال متسامح أوى

  مصر اليوم -

وأنت الشهادة لله يا كمال متسامح أوى

بقلم : أمينة خيري

كلما قرأت مقالاً أو تدوينة أو تغريدة تحوى تنديداً أو تعليقاً على العنصرية البغيضة فى الولايات المتحدة الأمريكية ضد السود، وكيف أن هذا المجتمع الذى يبدو متحضراً من الخارج لكنه يعانى فى الداخل أبغض التصنيفات البشرية بناء على اللون والعرق، وكيف أن أقوى دولة فى العالم وأكثرها تأثيراً ترزح تحت ظلم وقهر وبغض، وكيف أن الدولة التى تقدم نفسها باعتبارها أيقونة الديمقراطية ورمز الحرية ونبراس الإنسانية تستحل قتل مواطنيها الأبرياء الذين يفترض أن يتمتعوا بكامل حقوق المواطنة وواجباتها بسبب اللون، تسيطر على عبارة «وأنت الشهادة لله يا كمال تتحب». هذه العبارة العبقرية الساخرة من مسرحية «العيال كبرت» هى عنوان أغلب البكائيات والتنديدات التى تملأ صفحات الصحف والمواقع وأثير مواقع التواصل الاجتماعى، والتى يهيمن على أغلبها صوت رفرفة الأجنحة الملائكية التى لا نسمع لها رفرفة ولا نلمح لها أثرا حين يتعرض مواطن أو مواطنة لا يلتزم بمقاييس الأيزو الشعبية التى حددها الشارع لقهر أو ظلم أو تحرش أو تنمر.

ولا يمتلئ أثير مواقع التواصل حيث قاعات التحليل والتنظير والإفتاء المنصوبة على مدار ساعات اليوم الـ14 طيلة أيام الأسبوع السبعة بما يفيد رفض العنصرية ونبذ التفرقة وإعلان التضامن مع الضحايا لا سيما لو كانوا مختلفين عن الغالبية. خذ عندك مثلاً جرائم حرق الكنائس فى أعقاب الإسقاط الشعبى لحكم الإخوان ورد فعل البعض الذى التزم الصمت ولم يملأ الدنيا ضجيجاً عن حق الجميع فى العبادة، وخذ عندك مثلاً التذمر والتململ واللذين قد يصلا إلى الاعتراض العلنى على إبراز رموز للتدين غير ذلك الذى تدين به الغالبية، والمسألة لا تقتصر عند حدود الدين- ونحن نعلم ما ضرب التدين المصرى من هسهس غارق فى المظاهر ووساوس تهيئ للبعض فوقيته وأفضليته لمجرد أن خانة الديانة فى البطاقة تشير إلى أنه مسلم- ولكنه يمتد إلى النساء، وما أدراك ما لحق بنساء وفتيات مصر على مدار نصف القرن الماضى، ولن أبالغ لو قلت إن نساء مصر يخضعن لحالة تحرش مستمر منذ عقود (هى النصف القرن المتزامن وبزوغ شمس التدين المستجد). والتحرش المقصود ليس فقط تحرشات الشارع من لمسات ونظرات وتعليقات، لكنه تحرش منظم يتم عبر التدخل المستمر فى أدق تفاصيلهن الشخصية: ماذا ترتدى؟ وماذا تقول؟ وكيف تضحك؟ وماذا تفعل؟ وكيف تفرح؟ وكيف تتنفس؟ ومن «سماحتنا» المفرطة مع غير المنتمين لتدين الغالبية ودينها ومع النساء إلى ليننا ورفقنا مع أصحاب الأوزان الثقيلة والبشرة الداكنة وقصار القامة،

بل وأصحاب القدرات الخاصة وغيرهم الذين نمطرهم بتعليقات ثقيلة الظل وأفعال بغيضة على سبيل التفكه.. هذه السطور دعوة لأن ينظر «كمال» فى المرآة ويراجع أفعاله قبل أن يجلس ويضع «رِجلا على رِجل» ويفتينا فى عنصرية الغرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وأنت الشهادة لله يا كمال متسامح أوى وأنت الشهادة لله يا كمال متسامح أوى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon