توقيت القاهرة المحلي 16:19:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التدين «الفطري» والهوس الجنسي

  مصر اليوم -

التدين «الفطري» والهوس الجنسي

بقلم : أمينة خيري

هل تعلمون ماذا كان الهَمّ الشاغل لجموع المصريين فى بدايات عمل شركات تطبيقات النقل فى مصر مثل «أوبر» و«كريم»؟ لم يكن مدى قانونية عملها. كما لم يكن أسعارها مقارنة بسيارات الأجرة العادية. وبالطبع لم تطرأ إجراءات الأمن والأمان فيها على البال. كان الشغل الشاغل هو سمعة السيدة أو الفتاة أو الطفلة أو الرضيعة التى تركب سيارة «ملاكى» يقودها رجل غريب وتدخل بها شارعهم! البعض من ضباط وأمناء الشرطة الذين يستوقفون سيارات ملاكى فيها شباب من الجنسين أو شاب وشابة يسألون عن نوع العلاقة التى تربط بينهم! ولا أعتقد أن هناك نصًا فى القوانين المصرية أو قانون المرور- الميت إكلينيكيًا، بدليل أعداد القتلى وجنون القيادة فى كل مكان- يحتم على المواطن أن يفصح لضابط الشرطة عن نوع العلاقة التى تربطه بأنثى فى السيارة. والغريب والعجيب والمريب أنه فى حال كانت الأنثى فى السيارة منتقبة فإنها غالبًا تكون قد اجتازت اختبار الأخلاق الأولى ونجحت بامتياز.

فى المطار وقت لقاء الأحبة العائدين أو توديع المسافرين تجد نظرات المتلصصين والمتلصصات تخترق عناق رجل وامرأة فى محاولة ميتافيزيقة لمعرفة نوع العلاقة بينهما التى تسمح بالعناق العلنى. ونحمد الله كثيرًا أن أمناء الشرطة لم يتنبهوا بعد لهذه الثغرة الأخلاقية فتركوا متعانقى المطار لحالهم. ومنعًا للالتباس واتقاءً لشرور السطحية الفكرية والجهالة الثقافية، حيث طالما تُعارض النقاب فأنت حتمًا تدعو إلى عرى النساء، فإن هذه السطور ليست دعوة إلى العلاقات الجنسية المفتوحة والانفلات السلوكى الممجوج. إنها فقط دعوة إلى مراجعة الحشرية الثقافية القبيحة التى ارتدت جلباب الدين وعباءته منذ نصف القرن. إنه الخطاب الدينى الذى طرحنا أرضًا ودهسنا وسحقنا وحوّل كل أنثى على وجه المحروسة إلى مشروع عاهرة أو «منكوحة» حتى يثبت عكس ذلك.

هذه الحشرية «الملتزمة» التى يراها كثيرون نخوة ورجولة وحماية للدين وذودًا عن المتدينين تموت إكلينيكيًا حين تُنتهك امرأة فى أتوبيس نقل عام، أو يُنهش جسدها بالنظرات التى تعريها فى الطريق العام، أو تُجبر على سماع عبارات جنسية من «بتوع» النخوة أنفسهم أثناء سيرها فى الشارع لأنهم «اتزنقوا» فى تفريغ شفهى لشهوة هنا أو رغبة جنسية هناك. قصص وحكايات من الواقع نعرفها جميعًا، لكن قليلين يتفكرون.

سائق التاكسى مثلًا الذى يخشى على سمعة الستات والبنات من الركوب مع أغراب «أوبر» و«كريم» ويحرص على تشغيل إذاعة القرآن الكريم بأعلى صوت طيلة الرحلة لا يجد حرجًا أبدًا مَن أن يعرج على حكاية ذات طابع جنسى يشنف بها آذان الراكبة ويدقق فى رد فعلها عبر مرآة السيارة استمتاعًا وتلذذًا. الشعوب المتدينة بالفطرة ليست حشرية بالضرورة. كما أن تدينها الفطرى هذا لا يمشى على سطر ويترك سطرين ثلاثة. وهذا التدين الفطرى حين يتحول إلى نفاق فطرى وهوس جنسى، فإنه يستوجب حلًا آنيًا لوقف المهزلة الدائرة رحاها منذ نصف القرن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التدين «الفطري» والهوس الجنسي التدين «الفطري» والهوس الجنسي



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon